وقال الشافعي رحمهالله : القرآن لا ينسخ بالسنة ؛ لقوله تعالى : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) وهذا يقتضي أن الآية لا تصير منسوخة إلا بآية أخرى. وردّ عليه بأن هذه تدل على أنه تعالى يبدل آية بآية أخرى ، ولا دلالة فيها على أنه تعالى لا يبدل آية إلا بآية ، وأيضا فجبريل عليهالسلام قد ينزل بالسنة ، كما ينزل بالآية ، وأيضا فالسنة قد تكون مثبتة للآية.
٤ ـ القرآن بلسان عربي مبين ، فكيف يصح للمشركين الزعم بأن محمدا الرسولصلىاللهعليهوسلم يتعلمه من حداد أعجمي مقيم في مكة؟ مع أن الإنس والجن عجزوا أن يعارضوا منه سورة واحدة فأكثر.
٥ ـ لا يوفق الله للإيمان هؤلاء المشركين الذين لا يؤمنون بالقرآن ، لإصرارهم على الكفر وعنادهم ، وإعراضهم عن هدي الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ولهم في الآخرة عذاب مؤلم موجع.
٦ ـ قد صرحت الآية : (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ ..) بوصف المشركين بالكذب والافتراء جوابا لوصفهم النبي صلىاللهعليهوسلم بالافتراء. وقوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) مبالغة في وصفهم بالكذب ، أي كل كذب قليل بالنسبة إلى كذبهم.
المرتدون عن الإسلام والمهاجرون بعد ما فتنوا
(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠٦) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (١٠٧) أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ