بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الحجر
مكية ، وهي تسع وتسعون آية.
تسميتها :
سميت سورة الحجر لذكر قصة أصحاب الحجر فيها ، وهم ثمود ، والحجر : واد بين المدينة والشام.
مناسبتها لما قبلها :
هناك تناسب بين هذه السورة وسورة إبراهيم في البدء والختام والمضمون ، أما البداية : فكلتا السورتين افتتحتا بوصف الكتاب المبين ، وأما المضمون : ففي كليهما وصف السموات والأرض ، وإيراد جزء من قصة إبراهيم عليهالسلام وبعض قصص الرسل السابقين ، تسلية لرسول اللهصلىاللهعليهوسلم عما تعرض له من أذى قومه بتذكيره بما تعرض له الأنبياء من قبله ، ونصرة الله لهم ، مع نقاش الكفار والمشركين.
وأما الخاتمة : ففي سورة إبراهيم وصف تعالى أحوال الكفار يوم القيامة بقوله : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ، وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ، سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ ، وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) ثم قال هنا في هذه السورة : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) فأخبر أن المجرمين المذكورين إذا طال مكثهم في النار ، ورأوا عصاة المؤمنين والموحدين قد أخرجوا منها ، تمنوا أن لو كانوا في الدنيا مسلمين. هذا مع اختتام آخر سورة إبراهيم بوصف الكتاب :