وصف القرآن وتهديد الكافرين والعصاة
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٢) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٣) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥))
الإعراب :
(رُبَما) قرئ بالتخفيف والتشديد ، فالتشديد على الأصل ، والتخفيف لكثرة الاستعمال. و (رُبَما) فيها كافة عن العمل ، وخرجت بها عن مذهب الحرف ؛ لأن «رب» حرف جر ، وحرف الجر يلزم للأسماء ، فلما دخلت (رُبَما) عليها ، جاز أن يقع بعدها الفعل ، وصارت بمنزلة «طالما وقلّما». ولا يدخل بعد (رُبَما) إلا الماضي ، وإنما جاء هاهنا المضارع بعدها ، على سبيل الحكاية ، ولما كان إخبار الحق تعالى متحققا ، لا شك في وجوده لتحققه ، نزّل المستقبل منزلة الماضي الذي وقع ووجد.
و (رُبَما) معناها التقليل كرب ، وقد يراد بها الكثرة ، على خلاف الأصل.
(لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) مفعول في موضع نصب ، لأنه مفعول (يَوَدُّ).
(يَأْكُلُوا) جواب الأمر أو الطلب.
(وَلَها كِتابٌ كِتابٌ) مبتدا مرفوع (وَلَها) خبره ، والجملة : في موضع جرّ ؛ لأنها صفة. (قَرْيَةٍ) ويجوز حذف واو (وَلَها) نحويا لمكان الضمير ، والأصل ألا تدخلها الواو مثل (إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ) [الشعراء ٢٦ / ٢٠٨] ولكن لما شابهت صورتها صورة الحال ، أدخلت عليها ، تأكيدا للصوقها بالموصوف.
البلاغة :
(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ) المراد أهلها ، من قبيل إطلاق المحل وإرادة الحالّ.