بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) [٢٨٥] فبدأ بذكر الله سبحانه ، ثم أتبعه بذكر الملائكة ؛ لأنهم هم الذين يتلقون الوحي من الله ابتداء من غير واسطة ، وذلك الوحي هو الكتب ، والملائكة يوصلون الوحي إلى الأنبياء والرسل ، فكان الترتيب متناسبا متدرجا موضحا رتبة الملائكة والأنبياء(١).
أدلة وجود الله ووحدانيته
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤) وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (٨) وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩))
الإعراب :
(بالِغِيهِ) الهاء في موضع جر بالإضافة.
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ) هذه الأسماء كلها معطوفة بالنصب على قوله : (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ) وتقديره : وخلق الخيل والبغال والحمير.
(وَزِينَةً) إما منصوب بفعل مقدر ، أي وجعلها زينة ، وإما منصوب على أنه مفعول لأجله ، أي لزينة.
__________________
(١) تفسير الرازي : ١٩ / ٢٢٠