نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (٥٢) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً (٥٣))
الإعراب :
(كانَ مِنَ الْجِنِ) حال بإضمار قد ، واستئناف للتعليل كأنه قيل : ما له لم يسجد؟ فقيل : كان من الجن.
(بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) فاعل (بِئْسَ) : مضمر فيها ، و (بَدَلاً) تمييز مفسّر لذلك المضمر ، أي بئس البدل للظالمين ذرّية إبليس. و (لِلظَّالِمِينَ) فصل بين (بِئْسَ) وما انتصب به ، واستدل به المبرّد على جواز الفصل بين فعل التعجب وما انتصب به في نحو قولهم : ما أحسن اليوم زيدا. والمقصود بالذم : ذرية إبليس ، وحذف لدلالة الحال عليه.
البلاغة :
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ)؟ الهمزة للإنكار والتعجيب.
المفردات اللغوية :
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ) أي اذكر. (اسْجُدُوا لِآدَمَ) سجود انحناء ، تحية وإكراما له ، اعترافا بفضله. وقد تكرر الأمر بالسجود لآدم في مواضع ، لكونه مقدمة للأمور المقصود بيانها في تلك المحال ، وهنا لما شنع الله تعالى على المفتخرين بأموالهم واستقبح صنيعهم ، قرر أن ذلك من سنن إبليس (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) إذا اعتبر الجن نوعا من الملائكة فالاستثناء متصل ، وإلا فهو استثناء منقطع ، وإبليس : أبو الجن ، فله ذرية ، والملائكة لا ذرية لهم. (فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) خرج عن طاعة ربه أو عما أمره به ربه ، بترك السجود. (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ) الخطاب لآدم وذريته ، والهاء في الموضعين لإبليس ، والذرية : الأولاد أو الأتباع ، وسماهم ذرية مجازا. (أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي) تطيعونهم. (عَدُوٌّ) أعداء ، والعدو : يطلق على الواحد والجمع. (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) إبليس وذريته في إطاعتهم ، بدل إطاعة الله.
(ما أَشْهَدْتُهُمْ) أي إبليس وذريته. (وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) أي لم أحضر بعضهم خلق بعض.