قصة الغلام :
(فَانْطَلَقا ، حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ) أي ثم خرجا من السفينة ، وسارا يمشيان على الساحل ، فأبصر الخضر غلاما ـ وهذا يشمل الشاب البالغ ـ يلعب مع الغلمان ، فقتله بفتل عنقه أو بضرب رأسه بالحائط ، أو بغير ذلك ، فقال موسى : أتقتل نفسا طاهرة من الذنوب ، طيبة لم تخطئ ، بغير قتل نفس أي بغير قصاص؟ وخص موسى هذه الحالة من مبيحات القتل ؛ لأنها أكثر وقوعا. (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) أي لقد أتيت شيئا منكرا. والنكر في حال القتل أعظم قبحا من الإمر في حال خرق السفينة ؛ لأن قتل النفس أعظم جرما من خرق السفينة ؛ إذ قد لا يحصل الغرق.
فقه الحياة أو الأحكام :
هذه رحلة موسى بن عمران نبي بني إسرائيل مع فتاه يوشع عليهماالسلام للقاء العبد الصالح وهو الخضر عليهالسلام ، لتعليمه التواضع في العلم ، وأنه وإن كان نبيا مرسلا ، فقد يكون بعض العباد أعلم منه.
وفي هذا من الفقه : رحلة العالم لطلب الازدياد من العلم ، والاستعانة على ذلك بالخادم والصاحب ، واغتنام لقاء الفضلاء والعلماء ، وإن بعدت أقطارهم ، كما كان دأب السلف الصالح.
ونفع هذه القصة بوجه خاص في الرد على الكفار الذين افتخروا على فقراء المسلمين بكثرة الأموال والأنصار : هو أن موسى عليهالسلام ، مع كثرة علمه وعمله وعلو منصبه ، ذهب إلى الخضر ، لطلب العلم مع التواضع له ، وذلك يدل على أن التواضع خير من التكبر.
ونفع هذه القصة مع قصة أصحاب الكهف : هو أن اليهود قالوا لكفار