إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً (٢٥) وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (٢٧) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (٢٨) وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (٢٩) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (٣٠))
الإعراب :
(إِمَّا يَبْلُغَنَ) قرئ : (يَبْلُغَنَ) : وحدّ الفعل لمجيء الفاعل بعده واحدا ، فإن الفعل متى تقدم توحّد ، والفاعل : أحدهما. ومن قرأ : يبلغان : فيكون (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) بدلا من ألف يبلغان أو تكون الألف لمجرد التثنية ولا حظّ للاسمية فيها ، فيرتفع (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) بالفعل الذي قبلهما على لغة من قال : قاما أخواك ، وأكلوني البراغيث. و (إِمَّا): هي إن الشرطية زيدت عليها ما تأكيدا.
(أُفٍ) اسم من أسماء الأفعال ، فكانت مبنية ، والبناء إما على الكسر لالتقاء الساكنين ، أو على الفتح لأنه أخف الحركات ، أو على الضم لأنه أتبع الضمّ الضمّ. ومن نون (أُفٍ) أراد به التنكير ، ومن لم ينوّن أراد التعريف. وفي (أُفٍ) إحدى عشرة لغة ، مثل «هيهات».
(ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها ابْتِغاءَ) : مصدر منصوب في موضع الحال ، أي : وإما تعرضن عنهم مبتغيا رحمة من ربك ترجوها. وجملة (تَرْجُوها) حال منصوب ، أي راجيا إياها.
البلاغة :
(وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ) استعارة مكنية ، شبّه الذل بطائر ذي جناح ، ثم حذف الطائر ، ورمز له بشيء من لوازمه ، وهو الجناح ، فهذه استعارة في الشفقة والرحمة بهما والتذلل لهما تذلل الرعية للأمير والخدم للسادة.