الإعراب :
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ .. إِذْ) في موضع نصب على البدل من قوله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ) أي واذكر في الكتاب قصة إبراهيم ، ثم بيّن ذلك ، فقال : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) أي واذكر إذ قال لأبيه.
(أَراغِبٌ أَنْتَ .. أَراغِبٌ) مبتدأ ، وابتدئ بالنكرة لاعتمادها على همزة الاستفهام. و (أَنْتَ) فاعل (راغِبٌ) ، لاعتماد اسم الفاعل على همزة الاستفهام ، فيجري حينئذ مجرى الفعل ، والفاعل هنا يسد مسد خبر المبتدأ.
(سَلامٌ عَلَيْكَ سَلامٌ) مبتدأ ، وجاز الابتداء بالنكرة إذا كان فيها فائدة عند المخاطب ، والفائدة هنا : تضمنها معنى الدعاء والمتاركة والتبرؤ.
البلاغة :
(صِدِّيقاً نَبِيًّا) الصدّيق : صيغة مبالغة ، أي المبالغ في الصدق.
(أَراغِبٌ) الهمزة للإنكار والتعجب.
(وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) كناية عن الذكر الحسن والثناء الجميل باللسان ؛ لأن الثناء يكون باللسان.
(نَبِيًّا) ، (عَلِيًّا) ، (حَفِيًّا) ، (سَوِيًّا) ، (عَصِيًّا) ، (وَلِيًّا) ، (حَفِيًّا) ، (شَقِيًّا) سجع رصين.
المفردات اللغوية :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ) أي اذكر لهم واتل عليهم في هذه السورة قصة إبراهيم أو خبره. (صِدِّيقاً) مبالغا في الصدق ، لم يكذب قط. (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) آزر. (يا أَبَتِ) التاء : عوض عن ياء الإضافة (أبي) فلا يجمع بينهما ، وكان آزر يعبد الأصنام ، فناداه : (يا أَبَتِ) وهو تلطف واستدعاء. (لا يُغْنِي) لا يكفيك. (شَيْئاً) من نفع أو ضرّ. (صِراطاً سَوِيًّا) طريقا مستقيما مؤديا للسعادة. (لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ) إن عبادة الأصنام هي في الحقيقة عبادة للشيطان ، لأنه الآمر بها ، فبإطاعتك إياه في عبادة الأصنام ، تكون عابدا له. (عَصِيًّا) كثير العصيان. والمطاوع للعاصي عاص ، والعاصي جدير بأن ينتقم منه.
(أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ) إن لم تتب. (فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا) ناصرا ، وقرينا في اللعن ، أو العذاب في النار. (أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي) أي أكاره لها ، فتعيبها؟ (لَئِنْ لَمْ