الإنسان من العدم ، قادر على إعادته مرة أخرى ، والإعادة أهون من ابتداء الخلق في ميزان عقل الإنسان ، أما بالنسبة لله فهما سواء عليه.
٢ ـ الحشر وجمع الخلائق للحساب أمر ثابت أيضا بعد البعث من القبور ، ويحشر كل كافر مقرونا مع شيطان في سلسلة.
٣ ـ يحضر الله الكفار جاثين على ركبهم حول جهنم ، فهم لشدة ما هم فيه من الأهوال لا يقدرون على القيام.
٤ ـ يستخرج الله من كل أمة وأهل دين باطل أعتى الناس وأعصاهم ، وهم القادة والرؤساء ، لمضاعفة العذاب عليهم.
٥ ـ الله تعالى أعلم بمن هو أحق بدخول النار ، من الإنس والجن ، وبمن يخلد فيها ، وبمن يستحق تضعيف العذاب.
٦ ـ إن ورود جميع الخلائق على النار ، أي المرور على الصراط ، لا الدخول في النار ، أمر واقع لا محالة. وقد فسر ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار والسّدّي والحسن البصري الورود بالمرور على الصراط. قال الحسن : ليس الورود الدخول ، إنما تقول : وردت البصرة ولم أدخلها ، فالورود : أن يمروا على الصراط ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) [الأنبياء ٢١ / ١٠١] قالوا : فلا يدخل النار من ضمن الله أن يبعده منها. وقوله سبحانه بعد هذه الآية : (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) ولو وردوا جهنم لسمعوا حسيسها ، وقوله عزوجل : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) [النمل ٢٧ / ٨٩]. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما رواه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة : «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد ، تمسّه النار إلا تحلّة القسم» أي لكن تحلة القسم لا بد منها في قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) وهو الجواز على الصراط أو الرؤية أو الدخول دخول سلامة ، فلا يكون في ذلك شيء من مسيس النار.