الإعراب :
(بَيِّناتٍ) حال.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا .. وَرِءْياً كَمْ) منصوب بأهلكنا ، أي وكم قرن أهلكنا ، فحذف (قَرْنٍ) لدلالة الكلام عليه. ورئيا يقرأ بالهمز وترك الهمز ، ويقرأ : وريئا على وزن «وريعا» بتقديم الياء على الهمزة. فمن قرأ بالهمز أتى به على الأصل لأنه من «رأيت» ومن قرأ وريا بغير همز ، أبدل من الهمزة ياء ؛ لانكسار ما قبلها ، وجاز انقلاب كل همزة ساكنة ياء إذا كان قبلها كسرة. ومن قرأ وريئا قلب اللام إلى موضع العين ، واللام ياء ، والعين همزة ، كقولهم : قسيّ. وقرئ : وزيا ، والزي معروف ، وأصله : زويّ ، إلا أنه قلبت منه الواو ياء ، لسكونها وانكسار ما قبلها.
(فَلْيَمْدُدْ) لفظه الأمر ، ومعناه الخبر ، كما يأتي لفظ الخبر ومعناه الأمر ، مثل (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ ..) أي ليرضعن. وجواب (حَتَّى إِذا رَأَوْا ..) قوله : (فَسَيَعْلَمُونَ) و (إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) انتصب كل منهما على البدل من (ما) في قوله تعالى : (رَأَوْا ما يُوعَدُونَ).
البلاغة :
(مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً) لف ونشر مرتب ، حيث رجع الأول إلى (خَيْرٌ مَقاماً) والثاني إلى (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا).
(خَيْرٌ مَقاماً) و (شَرٌّ مَكاناً) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) أي على المؤمنين والكافرين (آياتُنا) من القرآن (بَيِّناتٍ) واضحات المعاني والإعجاز (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) نحن وأنتم (خَيْرٌ مَقاماً) مكانا ومنزلا (نَدِيًّا) أي ناديا ، أي مجتمعا ومجلسا وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه ، ومنه دار الندوة لتشاور المشركين. وهم يعنون : نحن ، فنكون خيرا منكم. والمعنى : أنهم لما سمعوا الآيات الواضحات ، وعجزوا عن معارضتها ، أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا ، والاستدلال بذلك على فضلهم وحسن مكانهم عند الله ، لقصور نظرهم على الحال ، وعلمهم بظاهر من الحياة الدنيا.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ) أي كثيرا ما أهلكنا من القرون أي الأمم الماضية ، والقرن : أهل كل عصر ، وهذا رد مع التهديد (أَثاثاً) هو متاع البيت من الفرش والثياب وغيرها.