وجاء في الحديث المروي عند أصحاب السنن : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حضر جنازة ، فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب ، فألقاها في القبر ، وقال : منها خلقناكم ، ثم أخذ أخرى وقال : وفيها نعيدكم؟ ثم أخرى وقال : ومنها نخرجكم تارة أخرى.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ لم يؤمن فرعون بدعوة موسى وهارون ، وظل على كفره ، وتساءل تكبرا وتجبرا وزورا وبهتانا ، مع كونه عارفا بالله تعالى ، وقال : (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى)؟
٢ ـ تدل الآية المذكورة على أنه يجوز حكاية كلام المبطل ؛ لأنه تعالى حكى كلام فرعون في إنكاره الإله ، وحكى شبهات منكري النبوة ، وشبهات منكري الحشر ، لكن يجب قرن الجواب بالسؤال ، لئلا يبقى الشك.
٣ ـ وتدل الآية أيضا على أن المحق يجب عليه استماع كلام المبطل ، والجواب عنه من غير إيذاء ولا إيحاش ، كما فعل موسى بفرعون هنا ، وكما أمر الله تعالى رسوله في قوله : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) [النحل ١٦ / ١٢٥] ، وقال سبحانه : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ ، فَأَجِرْهُ ، حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) [التوبة ٩ / ٦].
٤ ـ كان جواب موسى لفرعون : إن الله تعالى يعرف بصفاته ، فهو خالق العالم ، وهو الذي خص كل مخلوق بهيئة وصورة معينة. قال مجاهد : أعطى كل شيء صورة ؛ لم يجعل خلق الإنسان في خلق البهائم ، ولا خلق البهائم في خلق الإنسان ، ولكن خلق كل شيء فقدره تقديرا. وقال الشاعر :
وله في كل شيء خلقة |
|
وكذاك الله ما شاء فعل |