رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى (١٢٧))
الإعراب :
(أَلَّا تَجُوعَ فِيها) الجملة في موضع نصب ؛ لأنها اسم إن. (وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها) إما موضعها النصب بالعطف على (أَلَّا تَجُوعَ) أي : إن لك عدم الجوع وعدم الظمأ في الجنة ، وإما موضعها الرفع بالعطف على الموضع ، مثل : إن زيدا قائم ، وعمرو ، بالعطف على موضع إن. ومن كسر وإنك فعلى الابتداء والاستئناف ، مثل إن الأولى.
البلاغة :
(أَعْمى) و (بَصِيراً) بينهما طباق.
(فَتَشْقى) ، (تَعْرى) ، (تَضْحى) سجع حسن غير متكلف.
(أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) فيه ما يسمى قطع النظير عن النظير ، ففصل بين الظمأ والجوع ، وبين الضحو والكسوة بقصد تحقيق تعداد هذه النعم ، ومراعاة فواصل الآيات.
المفردات اللغوية :
(وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ) أي وصيناه وأمرناه ألا يأكل من هذه الشجرة ، يقال : عهد إليه : إذا أمره وأوصاه به ، ولام (وَلَقَدْ) جواب قسم محذوف ، وإنما عطف قصة آدم على قوله: (وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ) للدلالة على أن أساس بني آدم على العصيان ، وأنهم متأصلون في النسيان. (مِنْ قَبْلُ) من قبل هذا الزمان وقبل أكله من الشجرة وقبل وجود هؤلاء المخالفين. (فَنَسِيَ) العهد وتركه ولم يعن به حتى غفل عنه. (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) ولم نعلم له تصميما على الذنب ؛ لأنه أخطأ ولم يتعمده. ونجد من الوجود بمعنى العلم ، له مفعولان ، والعزم : التصميم على الشيء والثبات عليه.
(وَإِذْ قُلْنا) أي اذكر حاله في مثل ذلك الوقت ، ليتبين لك أنه نسي ولم يكن من أولي العزيمة والثبات. (إِبْلِيسَ) هو أبو الجن ، كان يصحب الملائكة ، ويعبد الله معهم. (أَبى) امتنع عن السجود لآدم ، قائلا : أنا خير منه ، وهي جملة مستأنفة لبيان ما منعه من السجود ، وهو الاستكبار.