ـ ٢ ـ
ولادة عيسى وما اقترن بها
(فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (٢٣) فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (٢٥) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (٢٦))
الإعراب :
(بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ) الباء : زائدة ، أي وهزي إليك جذع النخلة. و (تُساقِطْ) جواب الأمر ، و (رُطَباً جَنِيًّا) مفعول (تُساقِطْ) أي تساقط النخلة رطبا. وقرئ (تُساقِطْ) وأصله : تتساقط ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا ، وقرئ تساقط وأصله : تتساقط أيضا ، فأبدل من إحدى التاءين سينا ، وأدغم السين في السين. ورطبا في هاتين القراءتين : تمييز أو حال ، ويجوز النصب بهزّي ، أي وهزي إليك رطبا جنيا متمسكة بجذع النخلة ، والباء في موضع الحال ، لا زائدة ، وقرئ يساقط و (رُطَباً) مفعول به ، أي يساقط جذع النخلة رطبا.
(وَقَرِّي عَيْناً) تمييز أي من عين ، مثل : طاب به نفسا ، أي من نفس.
(فَإِمَّا تَرَيِنَ) أصله «ترأيين» فحذفت الهمزة منه ، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين ، فبقي (تَرَيِنَ) وحذفت النون لأنها نون إعراب ، لطروء البناء بدخول نون التوكيد الثقيلة (المشددة) وكسرت الياء لسكونها وسكون النون المشددة أي لالتقاء الساكنين. وإما : أدغمت فيه نون إن الشرطية في ما الزائدة.
المفردات اللغوية :
(فَأَجاءَهَا) جاء بها وألجأها واضطرها. (الْمَخاضُ) وجع الولادة والطّلق حين تحرك الولد للخروج من البطن. (إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) لتستتر به وتعتمد عليه عند الولادة ، فولدت