قيل كما بينا : نزلت في النضر بن الحارث ، وكان جدلا ، يقول : الملائكة بنات الله ، والقرآن أساطير الأولين ، والله غير قادر على إحياء من بلي وصار ترابا.
والآية كما قال في الكشاف عامة في كل من تعاطى الجدال ، فيما لا يجوز على الله ، وما لا يجوز من الصفات والأفعال ، ولا يرجع إلى علم ، ولا يتّبع حجة ولا برهانا صحيحا ، فهو يخبط خبط عشواء ، غير فارق بين الحق والباطل. والآية بمفهومها تدل على جواز المجادلة الحقة ، وهي المجادلة مع العلم ، المرادة بقوله تعالى : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل ١٦ / ١٢٥]. أما المجادلة الباطلة فهي المراد من قوله تعالى : (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً) [الزخرف ٤٣ / ٥٨].
(كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ ..) أي قضي على من اتبع الشيطان ، وجعله وليا ناصرا له أن يوقعه في الضلال ، وأن ولايته له لم تثمر إلا الإضلال عن طريق الجنة ، والهداية إلى النار ، وإيصاله إلى جهنم. والمقصود أن اتباع الشيطان يؤدي إلى الضلال في الدنيا ، وإلى عذاب النار في الآخرة ، وكأنه تعالى قال : قضي على من يتبع الشيطان أن الشيطان يضله عن الجنة ، ويهديه إلى النار ، وهذا وعيد لمتبع الشيطان.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ وجوب التحلي بالتقوى وهي التزام الأوامر الإلهية ، واجتناب النواهي ، لاتقاء أهوال يوم القيامة ذات الخطر الشديد.
٢ ـ إن وقع الساعة وتأثير القيامة على النفس شديد الأثر ، حتى لتكون زلزلتها مذهلة (شاغلة) الأم الحنون عن طفلها الرضيع ، ومسقطة الجنين من