وأصحابه حين صدوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه عام الحديبية عن المسجد الحرام ، وقد كره عليه الصلاة والسلام أن يقاتلهم ، وكان محرما بعمرة ، ثم صالحوه على أن يعود في العام المقبل.
وقوله : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ) : روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : بعث النبيصلىاللهعليهوسلم عبد الله بن أنيس مع رجلين : أحدهما مهاجر ، والآخر من الأنصار ، فافتخروا في الأنساب ، فغضب عبد الله بن أنيس ، فقتل الأنصاري ثم ارتد عن الإسلام ، وهرب إلى مكة ، فنزلت فيه : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) الآية.
المناسبة :
بعد بيان مآل الكفار والمؤمنين ، عظم الله تعالى حرمة البيت الحرام ، وعظم كفر المشركين الصادين عن الدخول إليه لأداء المناسك ، مع ادعائهم أنهم حماته.
التفسير والبيان :
إن الذين كفروا بالله ورسوله ، وهم مع كفرهم يصدون عن سبيل الله وعن المسجد الحرام من أراده من المؤمنين الذين هم أحق الناس به في الأمر نفسه ، فهم يمنعونهم من الدخول إليه ، مع أن الله تعالى جعله للناس جميعا لصلاتهم وعبادتهم ، وطوافهم وأداء مناسكهم ، يستوي في شأنه المقيم منهم فيه والطارئ عليه النائي عنه ، من أهل البوادي وغيرهم.
ومن يرد فيه مرادا ما عادلا عن القصد والاستقامة ، ظالما ، أي يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار ، عامدا قاصدا أنه ظلم غير متأول ، وهو التعمد ، نذقه يوم القيامة من العذاب المؤلم.
قال مجاهد : (بِظُلْمٍ) : يعمل فيه عملا سيئا. وقال ابن أبي حاتم : وهذا