عنه ـ : «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان».
ونظير الآية : (وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً ، فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ ، وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) [الفرقان ٢٥ / ٥١ ـ ٥٢].
والآية محكمة غير منسوخة بقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن ٦٤ / ١٦] فليس المقصود بقوله : (حَقَّ جِهادِهِ) الغاية القصوى التي تتجاوز الوسع وحد الاستطاعة ، وإنما المراد الإخلاص لإعلاء دين الله ، وتأييد شرعه ، والتدرع بالقوة والعزيمة والصبر ، والترفع عن المطامع المادية كالغنيمة أو غيرها من شهوات الدنيا.
وإضافة (حَقَ) إلى «جهاد» في قوله تعالى : (حَقَّ جِهادِهِ) من إضافة الصفة للموصوف ، كما بينا ، وإضافة «جهاد» للضمير في قوله : (جِهادِهِ) يراد بها اختصاص المضاف بالمضاف إليه ، وهو جعل الجهاد مطلوبا لله ومن أجل دينه.
ثم ذكر الله تعالى علة الأمر بالجهاد وهي ثلاثة أنواع :
١ ـ (هُوَ اجْتَباكُمْ) أي لأن الله أيتها الأمة اختاركم من بين سائر الأمم للقيام بهذه المهمة ، وفضلكم وشرفكم ، وخصكم بأكرم رسول ، وأكمل شرع ، ولكنه غير شاق ، لذا قال:
(وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) أي لم يجعل الدين ضيقا حرجا شاقا ، وإنما جعله سهلا يسيرا ، فلم يكلفكم ما لا تطيقون ، وما ألزمكم بشيء يشق عليكم ، وهذا تأكيد لوجوب الجهاد ، والحفاظ على الدين الذي اختاركم لحمايته. والآية كالجواب عن سؤال يذكر ، وهو أن التكليف والاجتباء تشريف من الله