الموحدين ، وبراءته من أفعال المشركين ، والرد على افترائهم وزعمهم أن القرآن من تنزل الشياطين التي تتنزل على كل أفّاكّ أثيم ، وإعلامهم بأن الغاوين الضالين هم أتباع الشعراء ، وليسوا المؤمنين الصلحاء المجاهدين.
ورد في فضل هذه السورة خبران : الأول عن ابن عباس ، والثاني عن البراء.
ـ روى ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أعطيت السورة التي تذكر فيها البقرة من الذّكر الأول ، وأعطيت طه ، وطسم من ألواح موسى ، وأعطيت فواتح القرآن ، وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش ، وأعطيت المفصّل نافلة».
ـ وروى البراء بن عازب أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة ، وأعطاني المبين مكان الإنجيل ، وأعطاني الطواسين مكان الزبور ، وفضلني بالحواميم والمفصّل ، ما قرأهن نبي قبلي» (١).
تكذيب المشركين بالقرآن وإنذارهم وإثبات وحدانية الله
(طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (٤) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (٥) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٣ / ٨٧.