ـ ٢ ـ
الجدل بين موسى وفرعون في إثبات وجود الله
(قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤) قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (٢٥) قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦) قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧) قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (٢٨) قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (٣٠) قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١))
البلاغة :
(أَلا تَسْتَمِعُونَ) صيغة تعجيب.
(إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) التأكيد بأنّ واللام لتشكك السامع وتردده.
(الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) بينهما طباق.
(إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) قال موسى ذلك في بدء مناظرته لفرعون وقومه بطريق التلطف والملاينة طمعا في إيمانهم ، ثم لما رأى عنادهم ومغالطتهم وبخهم بقوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) وهذا مقابل لقول فرعون : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ).
المفردات اللغوية :
(قالَ فِرْعَوْنُ) لموسى. (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) أي وما حقيقته وأيّ شيء هو الذي قلت : إنك رسوله. (قالَ : رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) لما لم يكن للخلق سبيل إلى معرفة حقيقته تعالى ، وإنما يعرفونه بصفاته ، أجابه موسى عليهالسلام بأنه خالق السموات والأرض وما بينهما ، وهو أظهر خواصه وآثاره. (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) بأنه تعالى خلق ذلك ، فآمنوا به