ثم المفني ، ثم الباعث البعث ، وهو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، الفعال لما يشاء.
ـ ٢ ـ
دعاء إبراهيم عليهالسلام دعاء المخلصين الأوّابين
(رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩))
البلاغة :
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) استعارة ، استعار اللسان للذكر الجميل والثناء الحسن.
المفردات اللغوية :
(حُكْماً) فهما وعلما بالخير وعملا به (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الكاملين في الصلاح وهم الأنبياء ، والمراد : وفقني للأعمال التي تجعلني في زمرة الصالحين البعيدين عن صغائر الذنوب وكبائرها. (لِسانَ صِدْقٍ) ثناء حسنا وصيتا طيبا في الدنيا يبقى أثره إلى يوم الدين ، بتوفيقي للعمل الصالح ، حتى يقتدي بي الناس. (فِي الْآخِرِينَ) الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.
(مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) في الآخرة ، أي ممن يعطاها ويتمتعون بها ، كما يتمتع الناس بميراث الدنيا. (وَاغْفِرْ لِأَبِي) بأن توفقه للهداية والإيمان وتتوب عليه ، فتغفر له ؛ لأن المغفرة مشروطة بالإسلام ، فهذا دعاء لأبيه بالإسلام. (إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) طريق الحق أي المشركين. وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو لله. (وَلا تُخْزِنِي) لا تهنّي ، من الخزي : وهو الهوان ، أو من الخزاية وهي الحياء. (يَوْمَ يُبْعَثُونَ) أي الناس ، فالضمير للعباد ؛ لأنهم معلومون أو للضالين. (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) أي مخلصا سليم القلب من الكفر والنفاق وميل للمعاصي ، وهو قلب المؤمنين.