إنكار المشركين يوم القيامة وحالهم فيه ومقارنتهم بأهل الجنة
(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (١١) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (١٢) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (١٣) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (١٤) قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (١٥) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (١٦))
الإعراب :
(سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، تقديره : سمعوا لها صوت تغيظ وزفير. (أُلْقُوا مِنْها مَكاناً مِنْها) حال من (مَكاناً) لأنه في الأصل صفة له.
(قُلْ : أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ؟ ذلِكَ) إشارة إلى ما ذكر من السعير ، وجاء التفضيل بينهما على حد قولهم : الشقاء أحب إليك أم السعادة. وأفعل التفضيل يقتضي الاشتراك بين الشيئين في الأصل ، وإن اختلفا في الوصف ، فلا يجوز القول : العسل أحلى من الخلّ ، لعدم الاشتراك في أصل الحلاوة ، وأجازه الكوفيون.
(لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ خالِدِينَ) حال من ضمير. (لَهُمْ) أو من ضمير (يَشاؤُنَ).
البلاغة :
(سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) استعارة تمثيلية ، شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره ، لما فيهما من هياج واضطرام ، وهو صوت يسمع من جوفه.