(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ غَيْرَ) إما صفة مصدر محذوف ، أي فمكث مكثا غير بعيد ، أو وصف لظرف محذوف ، أي فمكث وقتا غير بعيد.
(مِنْ سَبَإٍ) اسم مصروف للحي أو للأب ، ومن قرأ بترك الصرف جعله اسما لقبيلة أو بلدة ، فلم يصرف للتعريف والتأنيث. والصحيح أن (سَبَإٍ) اسم رجل ، كما في كتاب الترمذي.
(أَلَّا يَسْجُدُوا أَلَّا) بالتشديد ، أصلها «أن لا» وأن : في موضع نصب ، لتعلقه ب (يَهْتَدُونَ) و (لا) : زائدة. ومن قرأ بالتخفيف ، جعل (أَلَّا) للتنبيه ، وجعل (يا) حرف نداء ، والمنادي محذوف ، وتقديره : يا هؤلاء اسجدوا ، فحذف المنادي لدلالة حرف النداء عليه.
البلاغة :
(أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) فيها مراعاة فواصل الآيات. (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) تعجب.
(لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي) التأكيد المكرر للدلالة على العزم المشدد على الفعل.
(أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) بينهما طباق السلب.
(مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ) جناس ناقص.
(تُخْفُونَ تُعْلِنُونَ) بينهما طباق.
(أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ) طباق بالمعنى ، وهو أبلغ من المطابقة باللفظ ؛ لأن الجملة الثانية اسمية ، وهي تفيد الثبوت.
المفردات اللغوية :
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) بحث عنه ، والتفقد : طلب ما فقد ، والطير : اسم جنس لكل طائر (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) تعجب من عدم رؤيته الهدهد ، ظنا منه أنه حاضر محجوب عنه لساتر أو غيره. وأم منقطعة للإضراب ، أي فلما لاح له أنه غائب ، أضرب عن ذلك وقال : بل أهو غائب ، كأنه يسأل عن صحة ما لاح له. (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) أي تعذيبا شديدا كنتف ريشه وإلقائه في الشمس ، فلا يمتنع من هوام الأرض لعجزه عن الطيران ، أو كجعله في قفص (أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ) بقطع حلقومه ، ليعتبر به غيره (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) ببرهان بين ظاهر أو بحجة بينة على عذره.