المناسبة :
بعد بيان طلب المشركين إنزال الملائكة ، أخبر الله تعالى عن هول يوم القيامة وعن نزول الملائكة حينئذ ، فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر ، فيعض الظالم على يديه ألما وحسرة على ما فات ، ويتمنى أن لو كان أطاع الرسول فيما أمر ونهى ، ولم يكن ممن أطاع الشيطان من الإنس والجن ، ثم يفصل الله تعالى القضاء بين الخلائق.
التفسير والبيان :
(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) أي اذكر أيها النبي الرسول يوم تتشقق السماء عن الغمام ، وتتفتح عنه ، ويتبدل نظام العالم ، وتنتهي الدنيا ، وتصبح الشمس والكواكب أشبه بالغمام ، لتفرقها وتحللها وتناثرها في الجو ، كما قال تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ، وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) [الانفطار ٨٢ / ١ ـ ٢] وقال سبحانه : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ ، فَكانَتْ أَبْواباً ، وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) [النبأ ٧٨ / ١٩ ـ ٢٠]. وقال عزوجل : (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ، وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) [الحاقة ٦٩ / ١٥ ـ ١٦].
(وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ) أي وتنزل الملائكة وفي أيديهم صحائف أعمال العباد ، لتكون حجة وشاهدا عليهم.
ونظير الآية قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ) [البقرة ٢ / ٢١٠].
(وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) أي وكان يوم القيامة على الكافرين يوما شديدا صعبا ؛ لأنه يوم عدل وقضاء فصل (محاكمة) كما في آية أخرى : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ، عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [المدثر ٧٤ / ٩ ـ ١٠].