ماءً طَهُوراً (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٥٠) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (٥١) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (٥٢) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤))
الإعراب :
(وَأَناسِيَ) معطوف على (أَنْعاماً) وواحده (أنسي) أو (إنسان). قال الفراء والزجاج : الأنسي والأناسي كالكرسي والكراسي. وقال الزمخشري : الأناسي : جمع أنسي أو إنسان.
البلاغة :
(جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً) تشبيه بليغ ، حذف منه أداة الشبه ووجه التشبيه ، أي كاللباس الساتر.
(جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً) مقابلة بين الليل والنهار ، والنوم والتقلب في المعاش.
(بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) استعارة ، استعار اليدين لما هو أمام الشيء وقدّامه.
(وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ) التفات من الغيبة : (أَرْسَلَ الرِّياحَ) إلى التكلم للتعظيم والامتنان.
(هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) بينهما مقابلة ، أي في نهاية العذوبة ونهاية الملوحة.
المفردات اللغوية :
(أَلَمْ تَرَ) ألم تنظر. (إِلى رَبِّكَ) إلى صنعه وفعله. (مَدَّ الظِّلَ) بسطه ، والظل : خيال الأشياء المادية ذات الجسم كجبل أو بناء أو شجر من حين طلوع الشمس حتى غروبها. وهو دليل الحدوث وتصرف الله فيه على الوجه النافع ، مما يدل على أن ذلك فعل الصانع الحكيم. (وَلَوْ