شاءَ) ربك. (ساكِناً) ثابتا مقيما على حاله في القدر ، فلا يزول ولا تذهبه الشمس بأن يجعل الشمس قائمة على وضع واحد. (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) أي جعلنا الشمس علامة على الظل ، فلو لا الشمس ما عرف الظل. (ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً) أي أزلنا الظل ومحوناه بإيقاع الشعاع عليه تدريجيا قليلا قليلا شيئا فشيئا بمعدل سير الشمس في فلكها وبمقدار ارتفاعها.
(لِباساً) جعل ظلام الليل ساترا كاللباس. (سُباتاً) راحة لأبدانكم بقطع الأعمال والمشاغل ، من السبت وهو القطع. (نُشُوراً) ذا نشور ، أي انتشار ينتشر فيه الناس للمعاش وابتغاء الرزق ، أو بعثا من النوم بعث الأموات. (بُشْراً) مبشرات. (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) أي قدّام المطر ، وقرئ : نشرا أي متفرقة قدّام المطر ، جمع نشور كرسول ورسل. (طَهُوراً) مطهرا يتطهر به ، لقوله تعالى : (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) [الأنفال ٨ / ١١] وهو اسم لما يتطهر به ، كالوضوء لما يتوضأ به ، والوقود لما يوقد به. وتطهير الظواهر دليل على تطهير البواطن.
(بَلْدَةً مَيْتاً) أي لا نبات فيها ، والميت يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وذكّر ميتا باعتبار المكان ، أي لأن البلدة في معنى البلد. والفرق بين الميت بالتخفيف ، والميّت بالتشديد أن الأول لمن مات حقيقة ، والثاني لمن سيموت. (وَنُسْقِيَهُ) أي الماء. (أَنْعاماً) هي الإبل والبقر والغنم. (وَأَناسِيَّ كَثِيراً) هم الناس ، جمع أنسي. والمراد : أنعاما كثيرة وبشرا كثيرين ؛ لأن فعيل يراد به الكثرة.
(صَرَّفْناهُ) أي الماء بمعنى فرقناه وحولناه من جهة إلى أخرى ، ومنه : تصريف الأمور.
(لِيَذَّكَّرُوا) أي يتذكروا نعمة الله به ويعتبروا. (كُفُوراً) كفران النعمة وإنكارها وقلة الاكتراث بها ، حيث قالوا : مطرنا بنوء كذا أي سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر ، وطلوع رقيبه من المشرق ، يقابله من ساعته في كل ثلاثة عشر يوما ، ما عدا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها ، وقيل : إلى الطالع ؛ لأنه في سلطانه ، وجمعه أنواء.
(نَذِيراً) نبيا ينذر أهلها ويخوفهم ، ولكن بعثناك إلى أهل القرى كلها نذيرا ، ليعظم أجرك. (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) في هواهم وفيما يريدون منك وهو تهييج له وللمؤمنين. (وَجاهِدْهُمْ بِهِ) بالقرآن أو بترك طاعتهم الذي يدل عليه. (فَلا تُطِعِ) والمعنى أنهم يجتهدون في إبطال حقك ، فقابلهم بالاجتهاد في مخالفتهم وإزاحة باطلهم. (جِهاداً كَبِيراً) لأن مجاهدة السفهاء بالحجج أكبر من مجاهدة الأعداء بالسيف. (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) خلاهما متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان. (فُراتٌ) مفرط العذوبة. (مِلْحٌ أُجاجٌ) شديد الملوحة. (بَرْزَخاً) حاجزا.
(وَحِجْراً مَحْجُوراً) تنافرا بليغا شديدا أو حدا محدودا. (نَسَباً وَصِهْراً) أي ذوي نسب وهم الذكور الذين ينسب إليهم ، والصهر : أي ذوي صهر وهم الإناث اللائي يصاهر بهن.