(وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ ، بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) [هود ١١ / ٩٩].
وأما موسى وجند الإيمان بعد إغراق فرعون وقومه ، فلهم نور التوراة :
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى ، بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً ، لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) أي لقد أنعم الله على عبده ورسوله موسى الكليم عليهالسلام بإنزال التوراة بعد ما أهلك فرعون وقومه ومن تقدمهم من قوم نوح وهود وصالح ولوط ، ليكون ذلك الكتاب مصدر إشعاع للحياة وأنوارا للقلوب ، يميز به بين الحق والباطل ، وهداية من الضلال والعمى ، ورحمة لمن آمن به ، وإرشادا إلى العمل الصالح ، لعل الناس يتذكرون به ويتعظون ، ويهتدون بسببه.
روى ابن جرير وابن أبي حاتم والبزار عن أبي سعيد الخدري مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعد ما أنزلت التوراة على وجه الأرض غير أهل القرية الذين مسخوا قردة بعد موسى ، ثم قرأ : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى) الآية».
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يلي :
١ ـ نفي فرعون ألوهية الله عزوجل وادعاؤه الألوهية ، قال ابن عباس : كان بين قوله : (وَقالَ فِرْعَوْنُ : يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) وبين قوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) أربعون سنة ، وكذب عدو الله ، بل علم أن له ثمّ ربّا هو خالقه وخالق قومه : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ؟ لَيَقُولُنَّ اللهُ).
٢ ـ بناء أعلى صرح شامخ للصعود إلى الله ورؤيته ، فخاب وضل وخسر.
٣ ـ تعاظم فرعون وجنوده عن الإيمان بموسى ظلما وعدوانا دون أن تكون