صلىاللهعليهوسلم بالحق ، وأنزل معه الكتاب ، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم ، فرجم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورجمنا بعده. ثم قال : قد كنا نقرأ : «ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم» وأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم عليهالسلام ، فإنما أنا عبد الله ، فقولوا : عبده ورسوله» وربما قال معمر : «كما أطرت النصارى ابن مريم».
وروى أحمد في حديث آخر : «ثلاث في الناس كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت ، والاستسقاء بالنجوم».
(وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) أي وكان الله وما يزال ساترا لذنب المخطئ ، والمتعمد إذا تاب ، رحيما بهما فلا يعاقبهما ، فمن رحمته أنه رفع الإثم عن المخطئ ، وقبل توبة المسيء عمدا.
أخرج الشيخان والترمذي والنسائي وغيرهم عن ابن عمر رضياللهعنهما : أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : أنت زيد بن حارثة بن شراحيل. وقد سبي من قبيلته «كلب» وهو صغير.
وكان من أمره ما رواه ابن مردويه عن ابن عباس أنه كان في أخواله بني معن من بني ثعل من طيّ ، فأصيب في نهب من طيّ ، فقدم به سوق عكاظ ، وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها ، فأوصته عمته خديجة أن يبتاع لها غلاما ظريفا إن قدر عليه ، فلما قدم وجد زيدا يباع فيها ، فأعجبه ظرفه ، فابتاعه ، فقدم به عليها ، وقال لها : إني قد ابتعت لك غلاما ظريفا عربيا ، فإن أعجبك فخذيه ، وإلا فدعيه ، فإنه قد أعجبني ، فلما رأته خديجة أعجبها ، فأخذته.