(قُلْ : جاءَ الْحَقُّ ، وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ) أي قل للمشركين : جاء الدين الحق وهو الإسلام والقرآن والتوحيد ، وهو الذي سيعلو على سائر الأديان ، ويمحق الله الباطل ويذهب أثره ، فلا يبقي منه شيئا ، كما قال تعالى : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ ، فَيَدْمَغُهُ ، فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) [الأنبياء ٢١ / ١٨].
روى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي «أنه لما دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسجد الحرام يوم الفتح ، ووجد الأصنام منصوبة حول الكعبة ، جعل يطعن الصنم منها بسية قوسه ويقرأ : (وَقُلْ : جاءَ الْحَقُّ ، وَزَهَقَ الْباطِلُ ، إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) [الإسراء ١٧ / ٨١] ، و (قُلْ جاءَ الْحَقُّ ، وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ).
ثم أكد الله تعالى تقرير الرسالة ، وأعلن القول الفصل بين النبي صلىاللهعليهوسلم وبين المشركين ، فقال :
(قُلْ : إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي ، وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) أي قل أيها النبي لأولئك المشركين : إن ضللت عن الهدى وطريق الحق ، فإن إثم ضلالي وضرره على نفسي ، وإن عرفت طريق الهداية فمما أوحى إلي ربي من الخير والحق والاستقامة ، إنه سميع لقولي وأقوالكم ، قريب مني ومنكم ، يعلم الهدى والضلالة ، ويجازي كل إنسان بما يستحق.
فالخير كله من الله عزوجل ، وفيما أنزله من الوحي والحق المبين الذي فيه الهدى والبيان والرشاد ، ومن ضل فإنما يضل من تلقاء نفسه.
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يلي :
١ ـ العدل والحق المطلق أهم مزية الحكم الإلهي ، فلا يظلم الله أحدا ،