٨ ـ ثم صرح مؤمن القرية مخاطبا الرسل بأنه مؤمن بالله ربهم ، فليشهدوا له بالإيمان.
٩ ـ لقد كان جزاؤه المرتقب من القوم بسبب تصلبه في الدين ، وتشدده في إظهار الحق : القتل أو الموت الزؤام. وأما جزاؤه من الله فهو التكريم في جنان الخلد.
١٠ ـ بالرغم من هذا الإيذاء والتعذيب أحبّ هذا المؤمن ، كشأن كل مؤمن ، أن يبادر قومه إلى الإيمان بمثل ما آمن به ، ليحظوا بما حظي به من النعيم والنجاة. قال ابن عباس : نصح قومه حيّا وميتا. وقال ابن أبي ليلى : سبّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب وهو أفضلهم ، ومؤمن آل فرعون ، وصاحب يس ، فهم الصدّيقون. وقد ذكره الزمخشري مرفوعا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
١١ ـ قال القرطبي : وفي هذه الآية تنبيه عظيم ، ودلالة على وجوب كظم الغيظ ، والحلم عن أهل الجهل ، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي ، والتشمر في تخليصه ، والتلطف في افتدائه ، والاشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه. ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته ، والباغين له الغوائل ، وهم كفرة عبدة أصنام (١).
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٥ / ٢٠