بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدّمة
رزق المسلمون الحظوة في كثرة التآليف ، وأوتوا في ذلك من البخت ما لم تؤته أمة من أمم الحضارات القديمة ، ويشهد على ذلك كتبهم المصنّفة في ضروب العلم وأنواع العرفان ، وفي ضمن ذلك مكتبتهم اللغوية التي ينبهر الواقف عليها ممّا تحويه من التآليف كثرة أعداد واختلاف أشكال.
واللّغة ـ فيما يقال ـ هي السجل الذي يحفظ كل ما هو أساسي في حضارات الأمم ، فإن يكن ذلك حقا ، وهو حق بلا مرية ، فإن المعجم العربي قد حفظ حضارة الإسلام بكل ما فيها من ماديات ومعنويات جملة وتفصيلا من غير فوت ولا نقصان ، واحتوى عليها احتواء أوفى على الغاية.
ذلك المعجم الثر الغني بمادّته الوفيرة ، وأشكاله المتنوعة ، قد أصابه ما أصابه في فترة اللغوب التي خيّمت على العرب والمسلمين عهدا غير قصير ، فضاع منه ما ضاع ، ولعله الكثير ، واندفن باقيه في المكتبات هنا وهناك من شرق ومن غرب ينتظر النشور من رقدته الطويلة.
وقد اتّفق منذ العقود الأولى من القرن الميلادي الماضي أن ابتدرت طائفة من المستشرقين العمل في المعجم العربي كشفا وتحقيقا ، ونشرا ، ودراسة ، كما يتمثل ذلك فيمّن نسميهم وبعض أعمالهم مصنّفين على الجنسيات فيما يأتي :