وتقول : فرس قيد الأوابد ودَرَكُ الطّرائد ؛ وبلغ الغوّاص دَرَك البحر ودَرْكَهُ وهو قعره ، ومنه دَرَكُ النار. وتداركتِ الأخبارُ وتلاحقت وتقاطرت. ودَارَكَ الطعنَ : تابعه. وطعنٌ دِرَاكٌ.
درم ـ جاء بخريطة يدْرِمُ تحتها من ثقلها أي يقارب الخطو. وقد دَرِمَ الصّبيّ والشيخ دَرَماناً وهو مشية الأرنب والقنفذ ونحوهما. ويقال للأرنب : الدرَّامة. ودَرِمتْ أسنانُه : تحاتَّتْ. ورجُلٌ أدردُ : أدرمُ. وكعبٌ أدرَمُ : لا حجم له لغيبوبته في اللحم ، وامرأة درماء المرافق ، وهنّ دُرْمُ الكعوب. وذكر خالد بن صفوان الدرهم فقال : يُطعمُ الدَّرْمَق ويكسو النَّرْمَق ؛ أي الخبز الحُوّارَى والثوب الليّن ، والدَّرْمَك مثله.
ومن المجاز : درع دَرِمَة : ملساء قد ذهبت خشونتها وقَضَضُ جدّتها وانسحقت ؛ قال :
يا خيرَ مَن أوقَدَ للأضيافِ ناراً زَهِمَهْ |
|
يا فارِسَ الخيلِ ومجتابَ الدّلاص الدَّرِمَهْ |
زَهِمَةٌ : كثيرة ودك ما يُطبخ بها. ومكان أدرمُ : مستوٍ أملس.
درن ـ دَرِنَ جلدُه ، وثوبُه دَرِنٌ ، والحمّام ينقّي الدَّرَنَ. وتقول : هو دَرِنُ الأردان. ويقال للدنيا : أمُ دَرَنٍ ، كما قيل : أمُّ دفر. ويسمّي أهل الكوفة الأحمق : دُرَيْنَةَ ، وأهلُ البصرة : دُغَيْنَةَ ، وتقول : لو كنتَ رمحاً يا دُرَيْنَه ، وأهلُ البصرة : دُغَيْنَةَ ، وتقول : لو كنتَ رمحاً يا دُرَيْنَه لم تثقفْك رُدَيْنَه ؛ وفي داره الزرابيّ والدرانيك : جمع درنوك وهو ما له خَمْلٌ من بساط أو ثوب ويشبه به وبر البعير.
دري ـ دَرَيْتُ الشيء دِراية ودِريَة. وما أدراك بكذا وما يدريك ، ودريته وادَّريتُه : ختلته ، وداريته : خاتلته ، وعليك بالمداراة وهي الملاطفة كأنّك تخاتله. وأدريت غفلته : بمعنى تحيّنتها ؛ قال :
أمَا تَراني أذَّري وأدَّري |
|
غِرّاتِ جُمْلٍ وتَدّري غِرَرِي |
وهو يَعقص شَعره بالمِدْرَى وهو السَّرخارة ؛ قال امرؤ القيس :
تضلّ المَدارَى في مثَنًّى ومُرسَلِ
ومن المجاز : نطحه الثور بالمِدرَى وهو القرن شبّه بمدرى الشّعر في حدّة طرفه. ويقال : نطحه بالمِدراة وبالمَدْرِيَةِ وهي التي حُدّدَت حتى صارت كالمِدرَى.
دست ـ أعجبه قوله فزحف له عن دَسْته ، وفلان حسن الدَّسْت : أي شِطْرِنجيٌّ حاذق.
دسر ـ دَسَرَه ودَفَره : دفعه. وفي الحديث : «ليس في العنبر زكاة إنّما هو شيء دسره البحر». وركبوا في ذات الألواح والدُّسُرِ : جمع دِسار وهو المسمار. وقيل خيط من اللّيف تُشدّ به الألواح. ودسره بالرمح : طعنه بشدّة ، ورجُلٌ مِدْسَرٌ.
ومن المجاز : دَسَرَ المرأة : بضعها.
دس ـ دسّ الشيء في التراب ، وكلّ شيء أخفيتَه تحت شيء فقد دَسَستَه ، ومنه سمّيت الدسّاسة وهي دويبة شبه العظَاية بصّاصة لا ترى شمساً إنّما هي مُندسّة تحت التراب أبداً. وهذا دسيس قومه : لمن يبعثونه سرّاً ليأتيَهم بالأخبار. ودسَّى نفسه : نقيضُ زكّاها ، أصله دسَّسَ ، كتَقَضّى البازي.
دسع ـ دَسَعَ البعيرُ جِرَّته : أخرجها إلى فيه بمرّة واحدة.
ومن المجاز : دسع الرجلُ دسْعة ودسعتين ودسَعَات : قاء ملء الفم. وفلان يدْسَع أي يُجزل العطاء. وفي الحديث : «ابنَ آدمَ ألم أحمِلْك على الخيل والإبل وزوّجْتك النساء وجعلتك تربع وتدسع فأين شكر ذلك؟». يقال للملك : هو يربع ويدسع أي يأخذ المِرباع ويُجزل العطاء ، ومنه فلان ضخم الدسيعة ، وإنّه لمعطاء الدسائع وهي العطية الجزيلة ؛ قال :
في العِيصِ عِيصِ بني أمَيّ |
|
ةَ ذي الدّسائعِ والمَآثِر |
ويقال للجَفْنة الواسعة والمائدة الكريمة : الدسيعة.
دسق ـ حوض دَيْسق : ملآن يَفيض من جوانبه. وتَرَقْرق على الأرض الديسقُ ، وهو السّراب إذا اشتدّ جريه. وتقول : صحراء فيْهق وسراب ديسق ؛ وقال رؤبة :
وإنْ علَوْا من خَرق فَيْف فَيْهقا |
|
ألْقى به الآلُ غديراً دَيسَقَا |