وسار عُقْبَةً زَموخاً ؛ قال رجل من هذيل في بعير شرد له :
لكَ اللهُ عندي صحبةٌ وكرامَةٌ |
|
وقَيدٌ وَثيقٌ في الضَّريعِ الأباهر |
اليُبَّس ، جمع الأبهر.
وحملٌ ثَقيلٌ بَعدَ ذاكَ وعُقْبَةٌ |
|
زَموخٌ وحادٍ في الرِّقاقِ قُراقِر |
صَيّاح. وكَيْلٌ زامخ : وافر ؛ قال :
حتى إذا ما مَلّتِ المُنَاوِخَا |
|
كالَ لهَا بالوَزْنِ كَيْلاً زَامخَا |
أي كال لها السّير.
زمر ـ صبيّ زَمِرٌ : زَعِرٌ قليل الشّعر ، وشاة زَمِرَة ، وغنم زَمِراتٌ ، وشعر زَمِرٌ. وجاؤوا زُمَراً : جماعات في تفرقة بعضها في إثر بعض. والزَّمّار يَزمُرُ ويَزمِرُ في المِزمار : ينفخ فيه.
ومن المجاز : فلان زَمِرُ المروءة. وعطيّة زَمِرة. واستزمر فلان عند الهوان : صار قليلاً ضئيلاً ؛ وأنشد الأصمعيّ :
إنّ الكَبيرَ إذا يُشافُ رَأيتهُ |
|
مُبْرَنْشِقاً وإذا يُهانُ استزْمَرَا |
وللظَّليم عِرار ، وللهَيقة زِمار. وقد زمَرَتْ تزمِر. وأُتي الحجّاج بسعيد وفي عنقه زَمّارة وهي السّاجور استعيرتْ للجامعة ؛ قال :
لَهُ مُسْمِعانِ وزَمّارَةٌ |
|
وظلٌّ مَديدٌ وحصْنٌ أمَقّ |
مُسمِعاه : قيداه ، ألغز فخيّل أنّه يصف ملِكاً وهو يعني المسجون. ويقال للحسن الصّوت : لقد أوتيَ من مزامير آل داود ، وهو جمع مزْمار ، كأنّ في حلقه مزاميرَ ، لطيب صوته ، أو جمع مزمور من مزمورات داود عليهالسلام. وزمَر بالحديث : بثّه وأفشى ذكره. وزَمَر فلاناً بفلان : أغراه به.
زمع ـ الأرنب تمشي على زَمَعاتها وزَمَعها وهي زوائد وراء الأرساغ. ويقال : فرس وطفاء الزَّمَع ؛ قال دريد :
قَوْداء وَطْفاء الزَّمَعْ |
|
كأنّها شاةٌ صَدَعْ |
وأصابه زَمَع : رِعدة من الخوف أو النّشاط ، يقال : زمِع زَمَعاً. ورجل زَميع بَيّن الزَّماع وهو الذي إذا أزمَع لم يثنه شيء ، وقوم زُمعاء ، وأزمع الأمرَ وأزمع عليه إذا ثبت عزمه على إمضائه. وتقول : فلان قلبه زَميع ورأيه جميع.
ومن المجاز : بدت زمَعاتُ الكَرْم وهي الأُبن في مخارج العناقيد. وقد أزمعت الحَبلة. وهو من الرَّعاع والزَّمَع.
وأزمَعَ النّباتُ إذا لم يَستوِ وكان متفرّقاً قِطَعاً.
زمك ـ أفلت المُكّاء ونُتِف الزِّمِكّاء ؛ وهو أصل الذّنب ، ممدود ومقصور.
زمل ـ زملتِ القوسُ ، ولها أزْمَلٌ : صوت. والسُّقاة يَزْمِلُون ، ولهم زَمَلٌ وهو الرَّجَزُ ، وتزاملوا : تراجزوا ؛ قال :
لَنْ يُغلَبَ النّازعُ ما دامَ الزَّمَلْ |
|
فإنْ أكَبّ صَامِتاً فقَد خَمَلْ |
وسمعتُ ثَقيفاً وهذيلاً يتزاملون ، ويسمّونه الزَّمَلَ. وتقول : امرأة أزْمَلَة ، وعيالات أزْمَلَة : جماعة كثيرة. وزمّلوه في ثيابه ليعرَق ، وتزمّل هو : تلفّف فيها. ورجل زُمَّلٌ وزُمَّيْلٌ وزُمَّيْلَةٌ : رَذْل جبان يتزمّل في بيته لا ينهض للغزو ويكسل عن مُساماة الأمور الجسام. وزَمَل الشيءَ : حمله ، ومنه الزّاملة والزّوامل التي يُحمل عليها المتاع ، وتقول : ركب الراحلة وحَمل على الزّامله. وزمَلْتُ الرّجل على البعير ، وزاملتُه : عادلته في المحمل. وكنت زَميله : رديفه. وقطعتُ الأديم بالإزميل وهو شفرة الحذّاء.
ومن المجاز : ما نحن إلّا من الحَمَلة والرُّواه وزوامل القلم والدّواة. وأنت فارس العلم وأنا زميلك.
زمم ـ زمَمتُ بعيري أزُمّه ، وبعير مزموم ، وزمّمتُ الجِمال ، وإبل مزمَّمة : مخطَّمة. وزمزَمَ العلجُ عند الأكل والشرب وهو صوت مبهم يديره في خياشيمه وحلْقه وهو مُطْبِقٌ فاه لا يُعمِل لساناً ولا شفة. والرّعد يُزَمزم ؛ قال :
يَهِدّ بَينَ السَّحْرِ والغَلاصِم |
|
هَدّاً كَهَدّ الرّعدِ ذي الزّمازِم |
وسمعتُ زَمازِم الرّعد وزمازِم النّار. وفي مثل : «حَوْلَ الصِّلِّيان الزّمزَمة» لأن الصِّلِّيان يُقطع للخيل التي لا تفارق