الخوارجُ النّاسَ إذا خرجوا لا يبالون مَن قتلوا. وعرفتُ ذلك في مِعراض كلامه. و «إنّ في المعاريض لمندوحةً عن الكذب». واعترضَ فلانٌ عِرْضي إذا وقع فيه وتنقّصه. واعترضتُ أُعطي مَن أقبلَ ومَن أدبر. واعترض الفرسُ في رسنِه إذا لم يستقم لقائده. واعترضَ البعيرَ : ركبه وهو صعب. وتعرّضتِ الإبلُ المَدارجَ : أخذت فيها يميناً وشمالاً. وما فعلَتْ مُعَرَّضَتُكم : يريدون الجارية يعرِضونها على الخاطب عَرْضة ثمّ يحجبونها ليرغب فيها ؛ قال الكميت :
لياليَنا إذْ لا تزالُ تَروعنا |
|
مُعَرَّضَةٌ منهنّ بِكرٌ وثيّبُ |
وعرّضَ قومَه : أهدى لهم عند مقدَمه. واشترِ عُراضةً لأهلك ؛ قال :
حمراءُ من مُعَرَّضاتِ الغِرْبانْ
وبنو فلان يأكلون العوارض أي ما عَرَضتْ به علّة ولا يعتبطون. وفلانة عُرضَة للنّكاح. وهذه الفرس عُرضةٌ للسّباق أي قويّة عليه مطيقة له. وفلان عِرّيضٌ : يعرض بالشرّ ؛ قال :
وأحمقُ عِرّيضٌ عليهِ غَضاضَةٌ |
|
تمرّسَ بي من حَيْنه وأنا الرَّقِمْ |
وخُذ في عَروضٍ سوى هذه أي في ناحية. وأخذ في عَروضٍ ما تُعجبني. ولقيت منه عَروضاً صَعبة. واستُعملَ فلان على العَروض أي على مكّة والمدينة. وفلان ذو عارضة وهي البديهة، وقيل : الصرامة. وأصابه سهمٌ عَرَضٌ، ورُويَ بالإضافة. وفلان عريض البِطان أي غنيّ. ونظرت إليه عَرْضَ عَينٍ. وعَرضتُ الجيش عَرْضَ عينٍ إذا أمررتَه على بصرك لتعرف من غاب ومن حضر. وعارضتُه في السّير ، وسِرت في عِراضه إذا سرتَ حياله؛ قال أبو ذؤيب :
أمنكِ برْقٌ أبِيتُ اللّيلَ أرقبه |
|
كأنّهُ في عِراض الشّام مِصْباحُ |
وقال ذو الرّمّة :
جلَبنا الخيلَ من كنفَيْ حَفيرٍ |
|
عِراضَ العيس تعتسفُ القِفارَا |
ونظرتُ إليه مُعارَضةً أي من عُرْض. وبعيرٌ معارضٌ : لا يستقيم في القِطار يعدل يَمنة ويَسرة. وخرجَ يُعارض الرّيحَ إذا لم يستقبلها ولم يستدبرها. وجاءت بولد عن معارضة وعن عِراض إذا لم يُعرف له أبٌ.
عرف ـ لأعرفنّ لك ما صنعت أي لأجازينّك به ، وبه فُسّر قوله تعالى : (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ). وأتيتُ فلاناً متنكّراً ثمّ استعرفتُ أي عرَّفتُ نفسي ؛ قال مزاحم العُقَيليّ :
فاستَعرِفا ثمّ قُولا إنّ ذا رحِمٍ |
|
هيمانَ كلّفنا من شأنكم عَسَرَا |
فإن بغتْ آيَةً تَستعرِفانِ بها |
|
يوْماً فقولا لها العود الذي اختُضرا |
وسُمع أعرابيّ يقول : ما عَرَفَ عِرْفي إلّا بأَخَرَةٍ ، بكسر العين. واعترف القومَ : استخبرهم ، يقال : اذهبْ إلى هؤلاء فاعترفْهم ؛ قال بشر :
أسائِلةٌ عُمَيرَةُ عن أبيها |
|
خلالَ الجيش تَعترِفُ الرّكابَا |
وسمعتهم يقولون لمن فيه جَرْبَزة : ما هو إلّا عُوَيْرِفٌ. ويقال : هاجتْ معارفُ فلان أي مودّاته التي كنت أعرفها كما يهيج الزّرع. ويقال للقوم إذا تلثّموا : غطّوْا معارفَهم ؛ قال ذو الرّمّة :
نَلوثُ على معارفنا وترْمي |
|
محاجرَنا شآميَةٌ سَمُومُ |
وقال الراعي :
متَخَتّمينَ على مَعارفنا |
|
نَثني لهنّ حواشيَ العَصْبِ |
يقال : تختّم على وجهه إذا غطّاه. وتقول : بنو فلان غُرّ المعارف شُمّ المراعف. وامرأة حسنة المعارف وهي الأنف وما والاه ، وقيل : الوجه كلّه. وخرجنا من مَجاهل الأرض إلى مَعارفها ؛ قال لبيد :
أجزْتُ إلى معارفها بشُعثٍ |
|
وأطلاحٍ من العِيديّ هِيمِ |
وما كنّا بشيء حتى عَرُفتَ وعَرَفتَ علينا : من عَرِيفِ القوم