ولم يكُ عن عُفْرٍ تفرُّعُك العلى |
|
ولكن مَواريث الجدود تؤولُها |
أي تسوسها. وما هو إلّا عِفريت من العفاريت ، وقد استعفر. وهو أشجع من ليث عِفِرّين ، كما تقول : من ليث خَفِيّة. وجاء فلان نافشاً عِفْرِيَتَهُ إذا جاء غضبان. وتقول : فلانةُ عَفِيرة ما تُهدي عَفِيرة ؛ وهي التي لا تهدي لجاراتها ، والعَفيرة : دُحروجة الجعل لأنّه يعفرها ، وتقول : ما هي مِهداء ولكن عفير ما لجاراتها منها إلّا الصّفير ؛ قال الكميت :
وأنتَ ربيعُنا في كلّ مَحْلٍ |
|
إذا المِهْداءُ قيلَ لها عَفِير |
وقال :
وإذا الخُرَّدُ اغبَرَرْن من المحْ |
|
لِ وكانتْ مِهْداؤهنّ عفِيرَا |
وفلان يتّجر في المعافِرِيَّة وهي ثياب منسوبة إلى بلد نزلتْ فيه معافرُ بن أدّ. وتقول : لا بدّ للمسافر من معونة المُعافر ؛ وهو الذي يمشي مع الرّفاق ينال من فَضْلهم.
عفص ـ اشترى البَطّة بعِفاصِها أي بصِمامها ، وعفَصها : صمّمها.
عفط ـ لأنتَ أهون عليّ من عَفْطَةِ عَتُودٍ بالحَرّة وهي ريح تخرج من أنفها لها صوت. «وما له عافطة ولا نافِطة» أي شاة ولا ناقة ، وقيل : أمَةٌ ولا شاة. وفلانٌ عَفّاطٌ أي ألكنُ ، وقيل للأمَة : العافِطة ، للكنتها.
عفف ـ رجُلٌ عَفٌ وعفيف ، وفيه عِفّةٌ وعَفَافٌ ، وعَفّ عن الحرام واستعفّ وتعفّف. وما بَقيَ في الضّرع إلّا عُفّةٌ وعُفافَة : بقيّة ؛ قال النّمر يصف ظبية وغزالاً :
لِأغنّ طِفلٍ لا تُصاحب غيرَه |
|
فلَهُ عُفافة دَرّها وغِرارُها |
وتعفّفتُ : شربتُ العُفافةَ.
ومن المجاز : سأله فما أعطاه إلّا عُفافَةً وشُفافة.
عفك ـ من عَذيري من هذا الأنْوك الأعْفَكِ وهو الأحمق.
عفو ـ هذا من عَفْو مالي أي من حلاله وطيّبه. وخذ ما عَفا وصَفا ، وخذ عَفوه وصَفوه وعَفوته وصَفوته ؛ قال الأخطل :
المانعِينَ الماء حتى يَشرَبوا |
|
عفواتِه ويقسّموه سِجالا |
ويقال : أعطيته عَفواً من غير مسألة. (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) أي فضلَ المال ما فَضَل من قُوتك وقوت عِيالك. وتقول : أطعِمونا من عوافيكم دامت لكم عوافيكم ؛ جمع عافي القِدر وهو بقيّة المرق فيها ؛ قال الكميت :
فلا تَسأليني واسألي ما خَليقَتي |
|
إذا رَدَّ عافي القِدْر من يَستعِيرُها |
وجمع العافية. وكثرتْ على الماء عافِيَتُه أي واردته ، وعلى الكريم عافيته أي سُؤّاله ، وكذلك : عُفاته ومعتَفوه. وتقول : في واديهم كلأٌ عافٍ وعشبٌ وافٍ ؛ وهو الكثير (حَتَّى عَفَوْا). وعليهم العَفاء. وعفّى عليهم الخَبال أي هلكوا. والله عَفُوٌّ عن عباده.
عقب ـ نِصابٌ مُعَقَّبٌ. ورأيته يعقّب قناته : يجعل عليها العَقَبَ. وفلان موطّأ العَقِب أي كثير الأتباع. ووشَى بعمّار بن ياسر رجل إلى عمر بن الخطّاب فقال : اللهمّ إن كان كذَبَ فاجعله موطّأ العَقِبِ. ويقال للقادم : من أين عَقِبك؟ أي من أين جئت؟ وهل أعقبَ فلان؟ أي هل ترك عَقِباً وعَقْباً؟ وما لفلان عاقبةٌ أي عَقِبٌ. وأنا جئت في عَقِبِ الشّهر أي في آخره وأنت في عُقْبه أي بعد مضيّه. ويقال للفرس الجواد : إنّه لذو عَفْوٍ وذو عَقْبٍ ، فعَفْوه أوّل عَدْوه ، وعَقْبه أن يُعقِبَ بحُضرٍ أشدّ من الأوّل ، ومنه قولهم لمِقطاع الكلام : لو كان له عَقْبٌ لتكلّم. واعتقب البائع المبيع : احتبسه حتى يأخذ الثمن. وعن النَّخَعيّ : المعتقِبُ ضامن لما اعتَقَبَ يعني إن هلك في يده فقد هلك منه لا من المشتري. وهما يعتقبان فلاناً بالضرب أي يتعاونان عليه. (لَهُ مُعَقِّباتٌ) هم ملائكة اللّيل والنّهار يتعاقبون. والمَلوانِ عَقِيبان أي كلّ واحد معاقبُ الآخر. تقول : فلان عَقيبي ، تريد معاقبي في العمل. ولقيَ منه عُقْبَةَ الضَّبُع أي الشدّة. وأكلَ القومُ عُقبتَهم وهي ما يتعقّبونه بعد الطّعام من الحلاوة. ورعت الإبل عُقْبتها وهي الحَمْضُ بعد الخُلّة. وولّى فلانٌ فلم يُعقِّبْ أي لم يعطف. وما أحسن التعقيب بعد الصّلاة وهو الجلوس للدُّعاء. وتصدّقَ