وقلّ ماء رَكيّتنا فمدّتها ركيّة أخرى. وهذا الوادي يَمُدّ في وادي كذا : يزيد فيه. وهذا وقتُ المَدّ والمُدود. وأقام عندنا مُدّة ومُدداً. وأمدّ الجرحُ : صارتْ فيه مِدّة وهي غَثِيثَتُه الغليظة ، والرقيقة : صديد. ومدّ بعيرَه وأمدّه : سقاه المديد وهو الماء بالدّقيق أو السَّويق.
ومن المجاز : امتدّ النّهارُ والظّلّ ، وظِلٌ ممدودٌ ومُمتَدّ ومدّ اللهُ الظّلّ. وامتدّ بهم السير. وامتدّت العِلّة. وامتدّ عمرُه. ومدّ الله في عمرك. وأقمتُ عنده مُدّة مديدة. وقَدٌّ مَديد. وقامة مَديدة. وهي من أجمل النّاس وأمَدِّه قامةً. ومَدّ فلان في وجُوه المجد غُرَراً. ومدّهم في طُغيانهم. وسبحان الله مِدادَ كلماته ومَدَدَ كلماته. وبيني وبينه مَدُّ النِّيل وبسطُ النِّيل ومَدُّ البَصر. وأتيتُه مَدَّ النّهار ومَدَّ الضُّحى وهو ارتفاعه ، وهذا مَدُّ النّهار الأكبر. ويقال للرجل : أفعلتَ ذلك؟ فيقول : نعم وأشدَّه وأمدَّه. وفلان يُمادّ فلاناً : يطاوله ويُماطله. وله مالٌ مَمدودٌ : كثير. والأعراب أصلُ العرب ومادّة الإسلام. وقيل لأعرابيّ : لا بُدّ لك منه ، فقال : لي منه بُدّ وصاعٌ ومُدّ.
مدر ـ مَدَرَ الحوضَ يَمدُره ، وحوضٌ مَمْدور. والهَدّة مَمْدَرة أهل مكّة ومَمْدُرتهم ، بالفتح والضمّ ، كالمَقبَرة والمَقبُرة. وأمْدِرونا من مَمْدرتكم. وتقول : كيف يثبُت في الغَدَر من لا يصبِر عن المَدَر! «وأعْيثُ من المَدْراء» وهي الضّبُع لغُبرة لونها كما قيل لها : الغَثْراء.
ومن المجاز : ما رأيتُ في الوَبَر والمدَر مثله أي في البَدو والقُرَى. وفي الحديث أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لعامر بن الطُّفيل : «أسلم يا عامر» فقال : على أن لي الوَبَر ولكَ المَدَر ؛ وقال :
شَدّ على أمر الوُرُودِ مِئزَرَهْ |
|
لَيْلاً وما نادى أَذِينُ المَدَرَهْ |
وتقول : اللهمّ أخْرجني من هذه المَدَرَة وخلّصني من هؤلاء المَدَرَة ؛ تريد جمع المادِر وهو الذي يَمْدُر حوضه بسَلْحه لشُحّه لئلّا يَسْقي فيه غيرُه ، ومنه المثل : «أبخلُ من مادر». وعَكَرة كدراء مدراء : للضّخمة الكبيرة وهو من كُدْرة اللّوْن وغُبْرته كما يشبّه الجَمْع الكثيف باللّيل ويقال له : السّواد والدّهماء ، ومنه قولهم : ضِبْعانٌ أمدرُ : للضّخم البطن المنتفخ الجنبين. ويقال : فلان أمْدَر الجنبين : للمِعْمال الذي يَمْتهِن نفسه ولا يتعهّدها كقولهم : أشعثُ أغبرُ : للمِسْفار ؛ قال الرّاعي :
وقيّمٍ أمدرِ الجنبَينِ مُنخَرِق |
|
عنه العَباءة قَوّامٍ على الهَمَل |
ومدَّر الرّجلُ : أبدى ، لاستعماله المَدَر ، أو كنى عن السّلح بالطّين ؛ قال جرير :
فلم يَنجُ إلّا بالّتي لم تَدَعْ لَهُ |
|
فُؤاداً ومنها بين رجليه مَدّرَا |
التي لم تَدَع : الخيفةُ ، ومنه قيل في الضِّبعان : الأمْدَر وهو الذي به لُمَعٌ من سَلْحه.
مدي ـ بلغ مَدَى الحياة. وهو مني مَدَى البَصَر. وفلان لا يُماديه أحد : لا يجاريه إلى مَدًى ، وتمادى في الأمر : تمادّ فيه إلى الغاية. والجزّار يَشْحَذ مُدْيته ، وتقول : فلان يَشْحذ للبَغْي المُدَى ويبلغ في الغَيّ المَدَى.
مذر ـ بَيْضة مَذِرة ، وأمذرتْها الدّجاجة. وذهبت غنمُك شَذَرَ مَذَرَ وشَذِرَ مَذِرَ. وتشذّرَتْ وتمذّرَتْ نفسُه : خَبُثَتْ.
مذق ـ مذَقَ اللّبنَ بالماء يمذُقه ، ومذَق الشّرابَ : مزجه فأكثر ماءه ، ولبن مَذِيق. وسقاني مَذْقاً ومَذْقة ؛ قال أعْرابيّ :
إذا ما أصَبْنا كلَّ يَوْمٍ مَذيقَةً |
|
وخَمْسَ تُمَيراتٍ صغارٍ خوانزِ |
فنحنُ ملوكُ الأرض خِصْباً ونعمةً |
|
ونحنُ أُسُودُ الغِيلِ عند الهَزاهِزِ |
ومن المجاز : فلان يَمْذُق الودّ ، وودُّه ممذوق ، وهو مَمذوق الودّ ، وماذَقه في الوداد مِذاقاً ، وهو مُمَاذِق في ودّه ومذّاق. وفلان مذّاق : كذاب ؛ قال :
ما وَجْزُ مَعرُوفِك بالرِّمَاق |
|
وَلا مُؤاخاتُك بالمِذَاق |