وقال عُوَيْفُ القَوَافي :
ولم أرَ قَتْلى لم تَدَعْ ليَ بَعْدَها |
|
يَدَيْنِ فَما أرْجو من العَيْشِ أَجذَمَا |
وقيل مَجْذُومٌ ، وقومٌ جُذْمٌ ومَجَاذِيمُ. ويقال : ما الذي جَذَمَ يَدَه فانجَذَمَتْ ، وما الذي أجْذَمَها فجَذِمَتْ ، وهي جَذْماءُ. وأَجْذَم في سَيرِه : أسرع.
ومن المجاز : انجَذَمَ الحبْلُ بينهما إذا تَصارَما. ونَوًى جَذُومٌ : قَطُوعٌ بين الأحِبّة. وأَجْذَم عن الأمر : أقْلَع. ورجل مِجْذامٌ ومِجْذَامَةٌ للذي يُوَادّ ، فإذا أحَسّ ما ساءه أسْرَعَ الصَّرْمَ. ورأيتُ عنده جِذْمَةً من الناس : فئةً. ونعل جَذْمَاءُ : منقطعة القِبَالِ ، وقد جَذِمَتْ.
جذو ـ جَذَا القُرَادُ في جنْبِ البعير وظَلِفَةُ الإكَافِ في جنب الحمار إذا ثبت وارتكز. ومنه جِذْوَةُ الشجرة : أصلُها. قال ابنُ مُقْبل :
باتَتْ حَوَاطِبُ لَيلى يَلتَمِسْنَ لها |
|
جَزْلَ الجِذَا غيرَ خَوّارٍ ولا دَعِرِ |
وأتى بجُذْوَةٍ وبجَذْوَةٍ وبجِذْوَةٍ من نار ، وهي عود في رأسه نار. و «مثل الكافر كمثل الأرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأرض». أي الثابتة. واجْذَوْذَى على الرّحْلِ لا يفارقه إذا لزمه ؛ قال أبو الغريبِ النَّضْرِي :
ألَستَ بمُجْذَوْذٍ على الرّحْل دائِباً |
|
فَمَا لَكَ إلّا مَا رُزِقْتَ نَصِيبُ |
ورأيتهم يَتَجاذَوْن الحجرَ : يَتَشاوَلُونَه. وأثقل من مِجْذَى ابنِ رُكَانَةَ ، وهو الرّبيعَةُ. والحَمَامُ يَتَجَذّى للحمامة ، وهو أن يمسح الأرض بذنبه إذا هَدَر.
ومن المجاز : فلان جِذْوَةُ شرّ.
جرأ ـ ما كان جريئاً ، ولقد جَرُؤ جَرَاءةً ، وهو جَرِيءُ المَقْدَمِ. وكان الحجّاج شديد الجُرْأةِ على الله. وجَرّأتُك عليّ حتى اجترأت ، وتجرّأتَ ، واستجرَأتَ. وما كنتُ أظنّ أن مثلك يَستَجرئ على مثلي. وهو أَجرأُ من أُسامة.
جرب ـ أعْدَى من الجَرَب عند العرب ؛ ورجلٌ جَرِبٌ وأجْرَب ، وامرأةٌ جَرِبَةٌ وجَرْباءُ ، وقوم جُرْبٌ وجَرْبَى ، وإبل جَرْبَى. وأجْرَبَ فلانٌ : جَرِبَتْ إبِلُه. وفي مثل : «لا إلَه لمُجْرِبٍ» قالوا : كأنّه بَرِئَ من إلهِه لكثرة حَلِفه به كاذباً أنّه لا هِنَاء عنده إذا طُلِبَ إليه. ورجل مجرِّبٌ ومجرَّب : ذو تَجَارِبَ ، قد جَرّب وجُرّب. وله جَرِيبٌ من الحَبّ ، وهو مكيالٌ أربعةُ أقفزة ، وما يُبذَرُ فيه هذا القَدْرُ من الأرض يقال له : جَرِيبٌ ، كما قيل للبغل وللمسافة التي يسير فيها : بَرِيدٌ. وهو أنتن من ريح الجَوْرَبِ ؛ قال :
أَثْني عليّ بما علِمتِ فإنّني |
|
مُثْنٍ عليكِ بمثلِ رِيحِ الجَوْرَبِ |
وجاءوا في أيديهم جُرُبٌ وجُرْبٌ ، وفي أرجلهم جَوَارِبُ. ولهم مَوَازِجَةٌ وجَوَارِبَةٌ.
ومن المجاز : نَزلوا بأرْض جَرْباءَ : مَقْحُوطَةٍ. وتقول : إذا أصحت الجَرْباء وهبّتِ الجِرْبِياء فقد كشر البَرْدُ عن أنيابه وابيَضّت لِمَمُ الدنيا به ؛ وهي السماء شُبّهَتْ نجومُها بآثار الجَرَبِ. وتألّبَ عليه الأجْرَبان وهما عَبْسٌ وذُبْيَان ؛ تُحُوموا لقوّتهم كما تُتَحامى الجُرْبُ ؛ قال حسان :
وفي عِضَادَتِه اليُمْنى بَنو أسَدٍ |
|
والأجْرَبَانِ بَنو عَبْسٍ وذُبْيَانُ |
وتقول : اطوِ جِرَابَها بالحجارة ، وما أصلَب جِرَابَها ، وإنّها لمستقيمة الجِرَابِ تريد جوف البئر ، شُبّه بالجِرَابِ ؛ قال :
يَضرِبُ أقطارَ الدَّلا جِرَابُها
جمع الدَّلاةِ وهي الدلو ؛ وأنشد بعض العرب :
هذي دَلاتي أيُّما دَلاتي |
|
قاتِلَتي ومِلْؤها حَياتي |
وعن ابن الأعرابيّ : سيف أجْرَبُ إذا كَثُفَ الصدأُ عليه حتى يحمرّ فلا ينقلع عنه إلّا بالمِسْحَل ؛ وأنشد :
منَ القَلَعِيّاتِ لا مُحْدَثٌ |
|
كَلِيلٌ وَلا طَبِعٌ أجْرَبُ |