ومن المجاز : رجل مضرَّس مُجَرَّس أي عضّتْه الأمور بأضراسِها وأكلته حتى عرّفته. وأجْرَسَ الحَلْيُ والجَرَسُ ، وأجْرَسَ به صاحبُه ؛ قال العَجّاج :
تَسْمَعُ للحَليِ إذا ما وَسْوَسَا |
|
والتَجّ في أجْيادِها وأجْرَسَا |
زَفْزَفَةَ الرّيح الحصادَ اليُبَّسَا |
جرش ـ جرَشَ الملحَ والحبَ جرْشاً : لم يُنْعِم طحنَه ودقّه ، وملح جَرِيشٌ. وجرَشَ الرّأس بالمُشْطِ : حكّه حتى يَهيجَ هِبْرِيَتَه ، ويقال للمُشاطَة : الجُرَاشَة ، وكذلك ما يَتَحاتّ من الخشب.
جرض ـ جَرِضَ بريقِه جَرَضاً : غَصّ به. وجرَضَ ريقَه وجرَعه بمعنى. يقال : فلان يَجْرَضُ عليك ريقَه غَيظاً. وفي مثل : «حال الجَريض دون القَريض». قال أبو الدُّقَيش : الجريض الغُصّة ، والقريض الجِرّةُ ، أي منعت الغصّة من الاجترار. وأفْلَتَ فلانٌ جَرِيضاً أي مُشْرِفاً على الهلاك قد بلغتْ نفسُه حلقَه فجَرِضَ بها ، كقولهم : «أفْلَتَ بجُرَيْعَةِ الذَّقَن» ؛ وكقول الهذلي :
نجَا سالمٌ والنّفسُ منهُ بِشِدْقِهِ |
|
ولم يَنجُ إلّا جَفْنَ سَيفٍ ومِئزَرَا |
وكقوله تعالى : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ). (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ). فالجريض في «حَالَ الجريضُ» بمعنى الريق المجروض ، أو اسمٌ غير مصدر بمعنى الغُصّة ، وفي «أفلت جريضاً» بمعنى الجَرِضِ ، كالسّقيم والسَّقِم ، ويَنْصُره جمعُه على جَرْضَى كمَرْضَى ؛ قال رؤبة :
أصبَحَ أعداءُ تَميمٍ مَرْضَى |
|
ماتوا جَوًى والمُفْلِتونَ جَرْضَى |
وعن النضر أي أفْلَتَك ولم يَكَدْ ، فجَرَضْتَ عليه ريقَك ، وأنشد البيت ، فجعَلَه فعيلاً بمعنى مفعول مَجْرُوضٍ عليه ، وجمعه فَعْلى ، كجريح وجرحى ، ولا يساعد عليه القرآن والشعر ، والقول ما قدّمْتُه.
جرع ـ جَرَعْتُ الماءَ ، واجترَعْتُه بمَرّة ، وتجَرّعْتُه شيئاً بعد شيء ، وما سَقاني إلّا جُرْعَة ، وجُرَيْعَة ، وجُرَعاً. وبتنا بالأَجْرَع ، وبالجَرْعاء ، ونزلوا بالأجارع وهي أرضُون حَزْنَةٌ يَعلُوها رمل.
ومن المجاز : تجرّع الغيظَ ؛ وقال :
والحربُ يَكفيكَ من أنْفاسِها جُرَع
و «أفلت بجُرَيْعَةِ الذَّقَن».
جرف ـ جَرَف الشيءَ واجترفه : ذهب به كلّه. وجرف الطينَ والزِّبْلَ عن وجه الأرض : سَحَاه بالمِجْرَفة. وتجرّفته السُّيُولُ ، وسيلٌ جُرَافٌ.
ومن المجاز : فلان يبني على جُرُفٍ هَارْ لا يَدري ما ليلٌ من نهارْ. وجَرَف الدّهرُ مالَه ، وعام وطاعون جَارِفٌ ، وفيه شُوْمٌ جارفٌ و.
جرل ـ سمعتُ من يقول : اللبن دمٌ سلبَتْه الطبيعةُ جِرْبالَه أي حُمْرَتَه ؛ وسُئل الأعشى عن قوله :
وسَبِيئَةٍ ممّا تُعَتِّقُ بَابِلٌ |
|
كدَمِ الذّبيحِ سلبتُها جِرْيالَها |
فقال : شربتُها حمراء وبُلْتُها صفراء.
جرم ـ جرَمَ النّخلَ ، وجرَمَ صوفَ الغنم ، وهو زمن الجِرام. وهذه نخلَةٌ كثيرةُ الجَريمِ أي التمر. وهَبْ لنا جُرَامَةَ نخلِك وهو ما يُترك على الكَربِ ؛ قال الأعشى :
فلَوْ كنتُمُ تَمْراً لكُنتمْ جُرَامَةً |
|
ولوْ كنتُمُ نَبْلاً لكنتُمْ مَعَاقِصَا |
وتجرّم العامُ ، والشتاءُ ، والصيف : تصرّم. وجرّمناه : قَطعناه وأتمناه ، وعام مجرَّم. وأقمتُ عنده تِمَّ عامٍ مجرَّم. ويقول أهل الحجاز : أعطيتُه كذا جَريماً من التّمر ، وهو مُدّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم. وجَرَم فلان ، وأجْرَم ، وهو جارِمٌ على نفسه وقومه ؛ قال :
وإنْ جارٌ لهم جَرَمَتْ يَدَاهُ |
|
وحَوَّلَه البَلاءُ عنِ النّعيمِ |
كَفَوْهُ ما جَنى حَدَباً علَيْهِ |
|
بطولِ البَاعِ والحسَبِ العَميمِ |
وما لي في هذا جُرْمٌ ، وأُخِذَ فلان بجريمته ، وهم أهل الجرائم ،