فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣) وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠))
الإعراب :
(أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ إِنَّهُمْ) مكسورة بعد (أَلا) لأنها مبتدأة ، ولو لا اللام في (لَيَقُولُونَ) لجاز فتحها على أن تكون (أَلا) بمعنى : حقا ، تقول : أحقا أنك منطلق.
(أَصْطَفَى الْبَناتِ ..) قرئ بهمزة من غير مد ، أصله «اصطفى» بهمزة وصل ، فأدخلت عليه همزة الاستفهام ، فاستغني بها عن همزة الوصل ، فحذفت ، مثل «أستغفرت». ومن قرأه بالمد أبدل من همزة الوصل مدة كإبدال همزة لام التعريف ، نحو : آلرجل عندك ، ونحو (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) [يونس ١٠ / ٥٩].
(إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ مَنْ) : في موضع نصب ب (بِفاتِنِينَ) وقرئ (صالِ الْجَحِيمِ) وفيه ثلاثة أوجه : إما حذف لام (صالِ) وهي الياء ، وإما قلب اللام التي هي الياء من «صالي» إلى موضع العين ، فصار «صايل» ثم حذف الياء ، فبقيت اللام مضمومة ، وفيه بعد ، وإما أصله «صالون» جمع صال ، حملا على معنى «من» فحذفت النون منه للإضافة ، وحذف الواو لالتقاء الساكنين.
(وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) تقديره : وما منا أحد إلا له مقام معلوم.
(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) إن : مخففة من الثقيلة ، وتقديره : وإنهم كانوا ليقولون ، ودخلت اللام فرقا بين المخففة والثقيلة.
البلاغة :
(الْبَناتِ) و (الْبَنِينَ) بينهما طباق.
(أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَفَلا تَذَكَّرُونَ أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) : تتابع الاستفهام للتوبيخ.