إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥))
الإعراب :
(قالَ : فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ) الحق الأول بالرفع : إما خبر مبتدأ محذوف وتقديره : أنا الحق أو فالحق قسمي أو مني ، وإما مبتدأ ، والخبر محذوف ، تقديره : فالحق متى ، ويقرأ بالنصب على تقدير فعل ، تقديره : الزموا الحق أو اتبعوا الحق ، أو بتقدير حذف حرف القسم ، كقولك : الله لأفعلن ، والدليل على أنه قسم : قوله تعالى : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ).
و (فَالْحَقُ) الثاني : منصوب ب (أَقُولُ) أي أقول الحق ، وهو اعتراض بين القسم وجوابه. وقرئ : فالحقّ والحقّ أقول ، بالجر فيها على القسم ، وإعمال حرف الجر في القسم مع الحذف ، كما تقول : الله لأفعلن ، (و) الله لأذهبن ، وهي قراءة شاذة.
البلاغة :
(فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) تأكيد بمؤكدين : لفظ كل ، ولفظ (أَجْمَعُونَ).
المفردات اللغوية :
(إِذْ قالَ رَبُّكَ) أي اذكر حين ذلك. (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) هو آدم. (سَوَّيْتُهُ) أتممته وعدّلت وأكملت خلقته. (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وأحييته بنفخ الروح فيه ، وأضاف الروح إلى نفسه لشرفه وطهارته ، والروح : جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه. (فَقَعُوا لَهُ) فخروا له أو اسقطوا له. (ساجِدِينَ) تكرمة وتبجيلا له ، وهو سجود تحية بالانحناء ، لا سجود عبادة. (كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) تأكيدان ، الأول لإفادة العموم ، والثاني لإفادة الاجتماع في السجود.
(إِبْلِيسَ) هو أبو الجن ، وكان من الملائكة. (اسْتَكْبَرَ) تعاظم. (وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) في علم الله ، أو باستكباره عن أمر الله تعالى ، واستنكافه عن الطاعة. (ما مَنَعَكَ) ما صرفك وصدك. (خَلَقْتُ بِيَدَيَ) خلقته بنفسي من غير توسط أب وأم ، واليد : القدرة ، وهو تمثيل