السابعة ـ إن الجرأة على إيذاء الناس أمران : أحدهما ـ كون الإنسان متكبرا قاسي القلب ، والثاني ـ كونه منكرا للبعث والقيامة ، وقد اتصف فرعون بالأمرين.
الثامنة ـ أجاب موسى عن استهزاء فرعون بقوله : (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) : بأن ما ذكرته يا فرعون بطريق الاستهزاء هو الدين الحق ، وأنا أدعو ربي ، وأطلب منه أن يدفع شرك عني ، وسترى كيف أن ربي يقهرك ، وكيف يسلطني عليك. وهو رد قولي وفعلي.
الخلاصة من هذا الدعاء : أن طريق دفع كيد الأعداء وإبطال مكرهم هو الاستعاذة بالله ، والرجوع إلى حفظ الله تعالى.
ـ ٢ ـ
قصة مؤمن آل فرعون ودفاعه عن موسى عليهالسلام
(وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨) يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (٢٩) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (٣٠) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (٣١) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ