بسم الله الرحمن الرحيم
سورة فصّلت أو : السجدة
مكيّة ، وهي أربع وخمسون آية.
تسميتها :
سمّيت سورة فصلت لافتتاحها بقوله تعالى : (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ ..) وقد فصّل الله تعالى فيها الآيات ، وأوضح الأدلة والبراهين على وجوده وقدرته ووحدانيته ، من خلقه هذا الكون العظيم وتصرفه فيه. وتسمى أيضا حم ، السجدة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند قراءة أولها على زعماء قريش حتى انتهى إلى السجدة منها ، سجد.
مناسبتها لما قبلها :
تظهر مناسبتها لما قبلها وهي سورة غافر من وجهين :
الأول ـ افتتاح كلتيهما بوصف الكتاب الكريم وهو القرآن العظيم.
الثاني ـ اشتراكهما في تهديد ووعيد وتقريع المشركين المجادلين في آيات الله في مكة وغيرها ، ففي آخر السورة المتقدمة توعدهم بقوله : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) [٨٢] ، وفي القسم الأول من هذه السورة هددهم مرة أخرى بقوله : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ : أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) [١٣]. وهذا كله مناسب لآخر سورة المؤمن من عدم انتفاع مكذّبي الرّسل حين رؤية العذاب ، كما