أن قريشا لم ينتفعوا حينما حلّ بصناديدهم القتل والأسر والنهب والسّبي ، واستؤصلوا مثلما حلّ بعاد وثمود من استئصال.
موضوع هذه السورة مثل موضوع باقي السّور المكية وهو إثبات أصول العقيدة : «الوحدانية ، الرّسالة والوحي ، البعث والجزاء».
ابتدأت بوصف القرآن العظيم بأنه المنزّل من عند الله بلسان عربي مبين ، والذي يبيّن أدلة قدرة الله وتوحيده ، وكونه المبشّر المنذر ، والذي يثبت صدق النّبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما جاء به من عند ربّه.
وأبانت موقف المشركين وإعراضهم عن تدبّره ، وقررت حقيقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأنه بشر خصّه الله تعالى بالوحي المتضمن إعلان وحدانية الله عزوجل ، وإيضاح جزاء الكافرين وجزاء المؤمنين الذين عملوا الصالحات.
ثم أنكرت على المشركين الكفر ، وأقامت الأدلة على وحدانية الله من خلق السموات والأرض ، وأنذرتهم بإنزال عقاب مماثل لعقوبة الأمم الغابرة ، كعاد وثمود الذين أهلكوا ودمرت ديارهم بسبب تكذيب رسل الله ، ولكن بعد إنجاء المؤمنين المتّقين.
وحذّرت من حساب القيامة ، وأخبرت بأن أعضاء الإنسان تشهد عند الحشر على أصحابها ، وأن قرناء السوء زيّنوا لهم أعمالهم ، وأنّهم هم صدّوا عن سبيل الله ودينه ، وقالوا : (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) وطلبوا إهانة من أضلوهم ليكونوا من الأسفلين.
وفي مواجهة أولئك أشاد تعالى بأهل الاستقامة وبشّرهم بالجنة والكرامة ، ووصف من يلقّى الجنة وهم الصابرون على طاعة الله تعالى.