سَماواتٍ) [البقرة ٢ / ٢٩]. وأما آية دحو الأرض فكان بعد خلق السماء ، وأما خلق الأرض فقبل خلق السماء بالنّص ، كما ذكر ابن عباس رضياللهعنه (١). وهذا مفاد كلام الرازي المتقدم.
وقال مقاتل : خلق الله السموات قبل الأرض ، وتأويل قوله : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) : ثم كان قد استوى إلى السماء وهي دخان ، وقال لها قبل أن يخلق الأرض ، فأضمر فيه (كان) كما قال تعالى : (قالُوا : إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) [يوسف ١٢ / ٧٧] ، معناه : إن يكن سرق. وردّ عليه الرّازي بأن كلمة (ثم) تقتضي التأخير (٢).
تهديد المشركين بمثل صاعقة عاد وثمود
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (١٣) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (١٤) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (١٥) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (١٦) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٧) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (١٨))
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ٤ / ٩٢
(٢) تفسير الرازي : ٢٧ / ١٠٥