مصدر تنزيل القرآن وحال المجادلين في آياته
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (٤) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (٥) وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٦))
الإعراب :
(حم. تَنْزِيلُ الْكِتابِ) قال الرازي : الأقرب ها هنا أن يقال (حم) اسم للسورة ، فقوله (حم) مبتدأ ، وقوله : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ) خبر ، والتقدير : إن هذه السورة المسماة بحم تنزيل الكتاب ، فقول : (تَنْزِيلُ) مصدر ، لكن المراد منه : المنزل.
ويرى القرطبي وغيره أن (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) مبتدأ ، والخبر (مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). ويجوز أن يكون (تَنْزِيلُ) خبرا لمبتدأ محذوف ، أي هذا (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) ويجوز أن يكون (حم) مبتدأ ، و (تَنْزِيلُ) خبره ، كما قال الرازي ، والمعنى : إن القرآن أنزله الله وليس منقولا ، ولا مما يجوز أن يكذّب به. و (غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ) إما نعتان أو بدلان ، ويجوز النصب على الحال. وأما (شَدِيدِ الْعِقابِ) فهو نكرة ويكون خفضه على البدل.
و (حم) : قرئ بالسكون ، وهو المشهور على الأصل في الحروف المقطعة ، وقرئ «حاميم»