وهذا دليل على إبطال التّقليد في العقائد والأصول ، لأن الله ذمّهم على تقليد آبائهم ، وتركهم النّظر فيما دعاهم إليه الرّسول صلىاللهعليهوسلم.
١٠ ـ إن مقالتهم تلك تشبه مقالة من سبقهم من الأمم المكذبة لرسلها ، فإنّ أهل التّرف والرؤساء فيهم اقتدوا بالآباء والأجداد دون دليل.
١١ ـ إنهم مصرّون على الشرك والتّقليد الأعمى ، حتى ولو جاءهم رسول الله من عند الله بأهدى وأرشد من ذلك الدّين الباطل.
١٢ ـ إن المنتظر أمام هذا الإصرار على الكفر ما ذكره تعالى وهو الانتقام الشديد من الكافرين ، وتدميرهم وإهلاكهم ، وآثارهم ظاهرة للعيان ، عبرة للمعتبر ، فيا أهل مكة وأمثالكم انظروا في مصيركم المرتقب.
الرّد على تقليد الآباء ، واختيار الأنبياء وبيان حال الدنيا
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (٣٠) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا