طلحة : قم يا أبا بكر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، فأنزل الله هذه الآية : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً) الآية.
سبب نزول الآية (٤١):
(أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ ..) : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتعب نفسه في دعاء قومه ، وهم لا يزيدون إلا غاليا ، فنزلت الآية : (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ ..) الآية.
المناسبة :
بعد أن بيّن الله تعالى أن المال متاع الدنيا ، وهو زائل ، نبّه إلى آفات المال ، لأن من فاز بالمال والجاه صار كالأعشى عن ذكر الله ، وصار من جلساء الشياطين الضالين المضلين الذين يصدون الناس عن طريق الهداية في الدنيا ، أما في الآخرة فيتبرأ الكافر من قرينه الشيطان. وهما في العذاب مشتركان ، والاشتراك في العذاب لا يفيد التخفيف كما كان يفيده في الدنيا.
وبعد أن وصف الله تعالى المعرضين عن ذكره بالعشا ، وصفهم أيضا بالصمم والعمى ، بسبب كونهم في ضلال مبين ، ولما بيّن تعالى أن دعوة الرسول صلىاللهعليهوسلم لا تؤثر في قلوب هؤلاء ، تسلية للرسول صلىاللهعليهوسلم ، بيّن أنه لا بد وأن ينتقم لأجله منهم ، إما حال حياته أو بعد وفاته ، ثم أمره ربه أن يتمسك بما أمره به ، فإنه على صراط مستقيم نافع ، هو منهج القرآن الذي فيه شرف عظيم له ولقومه ، وسوف يسألون عن القيام بحقه.
ثم أبان تعالى أن إنكار عبادة الأصنام في رسالة محمد صلىاللهعليهوسلم ليس خاصا به ، بل كل الأنبياء والرسل كانوا مجمعين على إنكاره.
التفسير والبيان :
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً ، فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) أي ومن