الكتب السماوية ، والذي هو نور الله الهادي إلى صراط مستقيم ، ليتناسق الختام مع مطلق السورة بالحديث عن هذا الكتاب العزيز : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) [٥٢].
إنزال الوحي وعظمة الله ورقابته أحوال المشركين
(حم (١) عسق (٢) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦))
الإعراب :
(كَذلِكَ يُوحِي ... اللهُ كَذلِكَ) : الكاف بمعنى المثل ، و (كَذلِكَ) مفعول مطلق ل (يُوحِي) و (اللهُ) : فاعل (يُوحِي). ومن قرأ «يوحى» كان لفظ الجلالة (اللهُ) إما مرفوع بفعل مقدر دل عليه «يوحى» كرفع كلمة (رِجالٌ) في قراءة من يقرأ (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ) [النور ٢٤ / ٣٦ ـ ٣٧] بفعل مقدر ، أي يسبحه رجال ، وإما مرفوع بالابتداء ، ويكون (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) خبرين عن الله تعالى ، ويجوز جعلهما وصفين ، و (لَهُ ما فِي السَّماواتِ) الخبر ، وإما مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هو الله.
(أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) توالي المؤكدات وهي ألا ، وإن ، وضمير الفصل.
البلاغة :
(أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) توالي المؤكدات وهي : ألا ، وإن ، وضمير الفصل.
(الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .. الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .. بِوَكِيلٍ) صيغ مبالغة ، وسجع لطيف.