الأرض من شمس وقمر ونجوم وكواكب ، وجبال وسهول وأنهار ومعادن وزروع وأشجار ونباتات وغيرها ، ففي ذلك كله دلائل واضحة على توحيد الله وقدرته.
٣ ـ الأخلاق الحسنة تابعة للعقيدة الصالحة ، لذا بعد أن علّم تعالى عباده دلائل التوحيد والقدرة والحكمة ، علمهم محاسن الأخلاق وفضائل الأفعال ، فأمر بالعفو والصفح عن المشركين والمنافقين واليهود ، ليكون ذلك سببا لجزاء المؤمنين على ما كسبوا في الدنيا من الأعمال الطيبة. والآية ليست منسوخة بناء على أنها نزلت بالمدينة ، أو في غزوة بني المصطلق.
٤ ـ إن ثواب العمل الصالح ، وعقاب العمل السيء يرجع إلى صاحبه ، فينفعه أو يضره في آخرته ، وإن جميع الخلائق عائدون إلى ربهم للحساب والجزاء ، فالعمل الصالح يعود بالنفع على فاعله ، والعمل الرديء يعود بالضرر على فاعله ، وأنه تعالى أمر بهذا ، ونهى عن ذلك ، لحظّ العبد ، لا لنفع يرجع إليه.
وهذا ترغيب منه تعالى في العمل الصالح ، وزجر عن العمل الباطل.
نعم الدين وإنزال الشرائع
(وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦) وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧) ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ