أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠))
الإعراب :
(هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ) مبتدأ وخبر.
البلاغة :
(فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) بين الفعلين الأول والثاني ما يسمى بطباق السلب.
المفردات اللغوية :
(وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) أي التوراة (وَالْحُكْمَ) أي والحكمة النظرية والعملية ، أو الفهم والقضاء والفصل في الخصومات بين الناس ، لأنهم كانوا ملوكا وحكاما (وَالنُّبُوَّةَ) النبوة لموسى وهارون وكثير من الأنبياء ، إذ كثر فيهم الأنبياء ما لم يكثر في غيرهم (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) المباحات اللذائذ كالمن والسلوى (وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) عالمي زمانهم البشر ، حيث آتيناهم ما لم نؤت غيرهم.
(بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ) دلائل واضحات في أمر الدين ، ومنها المعجزات (فَمَا اخْتَلَفُوا) في ذلك الأمر الديني (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) العلم بحقيقة الحال عداوة وحسدا (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ..) بالمؤاخذة والمجازاة.
(ثُمَّ جَعَلْناكَ) يا محمد (عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ) طريقة ومنهج من أمر الدين ، وأصل الشريعة : مورد الماء ، ثم أستعير للدين ، لأن الناس يردون فيه ما تحيا به نفوسهم (فَاتَّبِعْها) اتبع شريعتك الثابتة بالحجج (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) آراء الجهال التابعة للشهوات.
(لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ) لن يدفعوا عنك (مِنَ اللهِ) من عذابه (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ) الكافرين