لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (١٩))
الإعراب :
(وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ .. حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ الَّذِينَ) : مبتدأ ، و (حُجَّتُهُمْ): مبتدأ ثان ، و (داحِضَةٌ) : خبره ، والجملة منهما خبر المبتدأ الأول.
(أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) متعلق ب (أَنْزَلَ).
(لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) ذكّر (قَرِيبٌ) من أربعة وجوه : ذكّره على النّسب ، أي ذات قرب ، مثل (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ) [الأعراف ٧ / ٥٦] أي ذات قرب ، أو لأن التقدير : لعل وقت الساعة قريب ، أو حملا على المعنى ، لأن الساعة بمعنى البعث ، أو للفرق بينه وبين قرابة النسب. وقال الكسائي : (قَرِيبٌ) نعت ينعت به المذكر والمؤنث والجمع بمعنى ولفظ واحد.
و (لَعَلَ) علق فعل (يُدْرِيكَ) عن العمل ، وسدّ ما بعده مسدّ المفعولين.
البلاغة :
(يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها ، وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها) بينهما طباق السلب.
المفردات اللغوية :
(فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ) اللام في موضع إلى ، أي فلذلك الائتلاف والاتّفاق على الملّة الحنيفية ادع الناس يا محمد ، واستقم عليه وداوم واثبت. (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ) في تركه. (آمَنْتُ) صدقت. (لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) في الحكم والقضاء دون حيف ولا ميل لجانب : (اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ ، لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) فيجازي كلّا بعمله. (لا حُجَّةَ) لا احتجاج ولا خصومة ، إذ الحق قد ظهر. (اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا) يوم القيامة لفصل القضاء. (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) المرجع.
(يُحَاجُّونَ فِي اللهِ) يخاصمون في دينه. (اسْتُجِيبَ لَهُ) استجاب الناس لدينه ، ودخلوا فيه لظهور حجته ومعجزاته. (داحِضَةٌ) زائفة باطلة. (وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ) بمعاندتهم. (وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) على كفرهم.
(اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ) القرآن أو جنس الكتاب. (وَالْمِيزانَ) العدل والمساواة بين الناس. (وَما يُدْرِيكَ) يعلمك. (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) لعل إتيانها قريب. (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها) يتساءلون استهزاء : متى تأتي؟ وظنّا منهم أنها غير آتية. (مُشْفِقُونَ مِنْها) خائفون منها مع العناية والاهتمام ، والفعل (أشفق) إذا عدّي بمن كما هنا فالخوف أظهر ، وإذا عدّي