أخرج أبو القاسم الطبراني عن ابن عباس رضياللهعنهما قال : قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم ، وتحفظوا القرابة بيني وبينكم» والحق العمل في هذا برواية البخاري «إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة».
وأخرج الإمام أحمد عن ابن عباس أيضا أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا إلا أن توادوا الله تعالى ، وأن تقرّبوا إليه بطاعته». وهذا قول للحسن البصري ، وهو تفسير ثان للمودة في القربى ، أي إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى. والظاهر لدى جماعة هو التفسير الأول ، وأن مودة قرابته داخلة في الآية ، والتقدير : إلا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها ، قال أبو حيان : وهو حسن ، وفيه تكثير.
قال عكرمة : وكانت قريش تصل أرحامها ، فلما بعث النبي صلىاللهعليهوسلم قطعته ، فقال : «صلوني كما كنتم تفعلون».
وثبت في الصحيح أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في خطبته بغدير خم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وإنهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض» وفسرت العترة في رواية الترمذي عن جابر فقال صلىاللهعليهوسلم : «عترتي أهل بيتي».
ثم رغّبهم الله تعالى في الإحسان والإيمان ، فقال :
(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً ، نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) أي ومن يعمل حسنة ، نزد له فيها حسنا ، أي أجرا وثوابا ، إن الله يغفر الكثير من السيئات ، ويكثّر القليل من الحسنات ، ويضاعف ويشكر المحسن. ونحو الآية قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها ، وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) [النساء ٤ / ٤٠].
ثم وبخهم على افترائهم على الرسول ، فقال :